فقالت ديانا وقد ظهرت عليها ملامح القلق: ولكن هذا المفتاح الذي معك؟ - سأرده إليك ولا آخذه إلا من يدك، ولكن ثقي بأني مخلص لك، وأنه لو كان لك أخ لما كان يخدمك بمثل هذا الإخلاص. - إني أثق بك أشد الثقة، وهذا المفتاح أرده إليك ليكون دليلا على إخلاصي لك واعتمادي عليك.
ونهض الكونت وهو يقول: سنعلم بعد حين حقيقة حال مونسور ... وستقفين على مجمل أحوال أبيك.
ثم أخذ يدها وقبلها قبلة حارة وخرج، ووقفت ديانا على النافذة تشيعه بالنظر وعيناها مغرورقتان بالدموع.
الفصل الثالث عشر
شيكو - الدير - المؤامرة - تتويج الدوق دانجو
في اليوم التالي الذي مر بما ذكرناه من الحوادث، ذهب الملك بحاشيته العظيمة إلى الصيد يروح النفس من عناء السياسة، وأقام في الغياض والمستنزهات إلى المساء.
ثم عاد في مركبته الملوكية التي كان فيها ندماؤه وشيكو يطرفه بالأحاديث المضحكة، فيطرب لأحاديثه لاهيا بها عن كل أمر.
حتى إذا دنت المركبة من أبواب باريس يتقدمها الموكب الحافل، أطل شيكو منها اتفاقا ورأى جماعة من الناس يهربون من وجه الموكب ويدخلون إلى فندق هناك، كأنهم يخافون من أن يراهم أحد من رجال هذا الموكب الملكي.
فوثب شيكو مسرعا من المركبة من غير أن يستأذن الملك، واختبأ وراء بيت مرتفع كي لا يراه أحد.
فلبث هناك حتى توارت المركبة، فانطلق مسرعا إلى الفندق المذكور.
Unknown page