ثم جلس على كرسي قبل أن يأذن له الدوق بالجلوس ... وقبل أن يجلس نفسه.
فقال له الدوق بلهجة المتهكم: أتأذن لي أيها الكونت بالجلوس؟ - لا تتهكم يا سيدي على أصدق الناس إخلاصا في خدمتك ... وشهد الله لو تمكنت من الوقوف لما جلست ... ولكنني مريض كما تعلم. - إذا قل ما الذي جاء بك إلي؟ - إني قادم من قبل سمو الدوق دي كيز. - إذا ادن مني واخفض صوتك لئلا يسمعنا أحد.
فلما دنا منه قال له الدوق: ماذا تريد أن تقول بلسان الدوق، هل كتب إليك؟ - كلا. - إذا لقد اجتمعت به في المعسكر. - لا هذا ولا ذاك يا سيدي، بل هو قد أتى إلى باريس.
فدهش الدوق دانجو مما سمع وقال: كيف أتى إلى باريس؟ وكيف لم أره؟ - إنه لم يأت إليكم حذرا من أن يعرضكم للخطر. - ولكن ألا يخبرني على الأقل بقدومه؟ - لقد أخبرك يا سيدي، ألم أحضر إليك لهذا الشأن؟ - حسنا، ولكن ما الذي حمله على المجيء؟ - قد أتى إيفاء للموعد الذي ضربته له.
فارتاع الدوق وقال: أنا ضربت له موعدا؟ - نعم يا سيدي، وأنا الذي ضربت له هذا الموعد بأمرك، وغدا يحين الأجل المضروب، فإذا كنتم قد نسيتم، فابن عمكم لم ينس.
فاصفر وجه الدوق؛ لأنه كان قد عزم بعد صلحه مع أخيه أن يقلع عن الدسائس، ثم قال: نعم لقد ذكرت ذلك، ولكني قد رجعت عن جميع هذه الأفكار ...
ولذا فقد نسيت هذا الموعد. - إذا يجب أن يعلم الجميع ذلك، حذرا من أن يسيء ظنه بك، فيصبح عليك بعد أن كان معك. - لو كان معي لما عدم وسيلة في سبيل إنقاذي، أيام كان محجورا علي في اللوفر. - ذلك لأنه كان أيضا غير آمن عقاب الملك، فاضطر إلى الخروج من باريس.
ولكنك عندما بلغت إلى دانجو، ألم يكتب إليك انك إذا رغبت أن تمشي إلى باريس فهو سيكون معك في طليعة الجيش؟ فلست الآن بحليف الدوق فقط، بل أنت شريكه بالجرم.
فعض الدوق على شفتيه من الغيظ.
ثم غير نمط الحديث فقال: قلت لي إنك آت من قبل الدون دي كيز، فماذا عهد إليك أن تقول؟ - كل شيء يا سيدي؛ لأنه يعلم أني موضع ثقتك وصفيك. - إذا قل ما هي غايته؟ - هي دائما نفسها يا سيدي، وهي جعل الدوق دانجو ملك فرنسا.
Unknown page