فأنت تغدو بهذه الزعامة ملكا على الملك نفسه، ورئيسا على كل رئيس. - إذا، فإن من رأيك أن أقبل الرئاسة. - لست أرتئي قبولك فقط، بل إني أتوسل إليك أن تقبل.
فاختلج فؤاد الدوق دانجو وظهرت على وجهه ملامح البشر فقال: وأنت ماذا تصنع في المساء؟ - طب نفسا، فإني سأجمع جميع رجال الحزب في هذا المساء، وأبث الناس في أنحاء باريس يتظاهرون برغبة جلالته في ضم هذا الحزب والمصادقة عليه.
وسأدع الجميع يتسابقون في الانخراط في سلكه والتوقيع على عقوده، بحيث ستكون باريس في هذه الليلة أعجوبة من الأعاجيب. - حسنا تفعل أيها الصديق، وسنلتقي في المساء. - سنلتقي من غير بد، فاذكر دائما حديثنا الأخير. - أذكر ذلك ولا أنساه.
ثم انقطع الصوت ... •••
لم يعد الملك يسمع شيئا من حديث الدوقين، فعرف أن المحادثة قد انتهت.
وأن هذين الخائنين قد افترقا ...
فرجع مع شيكو إلى قاعته وهو يلتهب من الحنق على أخيه، وقد وقف على جميع خداعه وأسراره.
فلما خلا بهما المكان قال لشيكو: ماذا تقول فيما سمعته؟ - أقول إن كل ملك من ملوك أسرتكم كان له حادثة يصاب بها كما قال الدوق دي كيز.
ولكن كل ملك من هؤلاء الملوك كان يجهل ما سيصاب به، ولا يعلم شيئا من تلك الحادثة التي تنذره.
فإن هنري الثاني لم يكن يتوقع أن يصاب في عينه.
Unknown page