Dame De Monsoreau

Taniyus Cabduh d. 1344 AH
105

Dame De Monsoreau

لا دام دي مونسورو

Genres

فرعب الدوق دانجو وقال: ما تقول يا مولاي؟ أتعين الدوق دي كيز في مثل هذا المنصب الخطير؟ - نعم، فإن هذا المنصب الخطير يقتضي له رجل خطير أيضا. - ولكن ... احرص يا مولاي ... فإن الرجل نافذ الكلمة، شديد القوة. - ولذلك أردت تعيينه، فإني في حاجة إلى مثل هذه القوة. - ولكن ألا تعلم يا مولاي أن الدوق دي كيز قائد الجيش العام، وأن أخاه الكردينال رئيس الكنيسة، وأن الدوق دي ماين آلة في أيديهما، فكأنك تريد أن تجمع السلطتين في بيت واحد، وتعززها بهذه القوة الجديدة.

وفي ذاك خطر على العرش يجب أن تخشاه.

ولو كان هذا الدوق أميرا فرنسيا لهان الأمر، وساغ لنا أن نقول إن مجد فرنسا يشغله عن المطامع الذاتية، ولكنه من اللورين؛ فهو يؤثر نفسه على صالح تلك البلاد التي يخدمها ويعيش في ربوعها.

فقال الملك: أنت مصيب في رأيك، وقد افتكرت في العاقبة مثلك، ولكنني أحببت أن أستطلعك الرأي ... أما وقد تيقنت الآن من إخلاصك، ووثقت من صداقتك لي، فلم يعد بد من إطلاعك على أفكاري بشأن هذه الأسرة ومخاوفي منها.

فاعلم الآن أني أكرهها الكره الشديد، وأضمر لها أشد الحقد؛ لأنها سبب أحزاني وعلة جميع مخاوفي.

فإنه لا يمر بنا يوم حتى يسلبني أولئك الثلاثة قوة من قواي، ويطفئون نورا من أنوار مجدي، سواء بالقوة أو بالحيلة والدهاء، حتى صرت أتهيب من كيدهم وأترقب الفرص للإيقاع بهم.

ولكن هيهات أن يكون لي ذلك، فإن بأسهم شديد وكلمتهم مجتمعة، ولو علمت من إخلاصك من قبل ما علمته اليوم، لكنا اتفقنا يدا واحدة عليهم، ونكلنا بهم شر تنكيل.

ولكن وا أسفاه! قد فات الأوان. - لماذا تظن ذلك؟ - لأن صدامهم بعد اشتدادهم متعب لي، وأنا أتجنب الآن كل تعب؛ ولذا فإني سأعين الدوق دي كيز وأنجو من المتاعب. - ذاك إليك، ولكن تخطئ في ذاك الخطأ الشديد. - لا أنكر ما تقول، ولكن من تريد أن أعين بدلا منه في هذا المركز الخطير، بعد أن تبين لي من حديثه أنه يريد أن يكون ذلك الرئيس؟ - وأين وجه الخطر؟ - إن الرجل الذي سيتولى هذا الحزب سيكون عدوه الألد. - إذا، فعين مكانه رجلا قادرا مثله، فإذا أضفت قدرة هذا الرجل إلى قدرتك يكون لك قوتان تغلب بهما كل قوة. - هذا فكر حسن، ولكن أين أجد هذا الرجل القادر المستكمل لهذه الشروط. - انظر حواليك تره. - لم أعلم من تريد، إلا إذا كان مرادك شيكو. - ألا ترى في القاعة غير شيكو؟ - لا أرى إلاك! - ألا تجد بي الكفاءة لهذا المركز؟

فتظاهر الملك بالانذهال والعجب الشديد وقال: أنت تقبل أن تكون رئيسا لحزب كهذا؛ حيث يجب على الزعيم أن يعمل ليل نهار، وأن ينظر في كل شيء من مهام العامة، ويختلط بين زعانف الناس ، ويلج في كل مكان، ويراجع بنفسه كل خطاب يتلى، ويقرأ كل منشور يذاع ... أنت الذي تعد بعد الملك أعظم عظيم في فرنسا، تتدانى إلى مثل هذه الأعمال، إن ذاك غريب لا يحتمل التصديق! - نعم، إني لا أصنع شيئا من ذاك لأجلي، ولكني أفعل كل شيء لأجلك، فإذا شئت أن تعينني في مكان الدوق دي كيز، فإني أقبل المركز راضيا، فنصون عرش أسرتنا من أطماع تلك الأسرة. - وهو غاية ما أتمناه، لقد جعلتني في الحقيقة من أسعد الناس لقبولك هذا المركز، فأنا سأعينك فيه، ولكن احرص أيها الأخ العزيز من الدوق دي كيز فإنه طويل الباع، وربما دفع البلاد إلى حرب مدنية، فإنه لم يجدد البحث في هذا الحزب إلا على أمل أن يكون رئيسا له، وهذا الذي أخشاه. - إذا كان هذا الذي تخافه يا مولاي، فطب نفسا؛ فأنا سأتفق مع الدوق على وجه يضمن السلام. - متى؟ - في الحال؛ لأني سأجتمع به الآن وأباحثه في هذا الشأن مليا. - كيف ذلك؟ أتذهب إليه؟ أولا تعلم أنه محط لنا؟ - لا تخف؛ لأني أحرص مثلك على ذلك، وإني لا أذهب إليه بل أجتمع به في غرفتي حيث ينتظرني. - أهو ينتظرك في الغرفة؟ - نعم يا مولاي. - كيف ذاك؟ لقد رأيته بعيني خارجا من باب اللوفر. - نعم، ولكنه سيعود إلي من الباب الآخر. - إذا اذهب إلى لقائه، وسنرى ما يكون.

فقام الدوق ودنا من أخيه ليقبل يده، حسب العادة المألوفة في ذاك العهد.

Unknown page