Dame De Monsoreau

Taniyus Cabduh d. 1344 AH
102

Dame De Monsoreau

لا دام دي مونسورو

Genres

ثم نكص برأسه ولم يجب ...

فعقب الملك بلهجة التهكم نفسها قائلا: ولقد يسرني في كل حال نجاتك من أخطار الحروب، وإن كنت تعرض نفسك في كل حين إلى أشد الأخطار، فأنت بطل مجرب قد عرفت المخاطر فهربت منك.

لكني أنصح لك يابن عمي العزيز، أن تلبس لباس الحكمة ولا تلقي بنفسك العزيزة إلى غمرات الموت؛ لأن ذاك شديد علينا، نحن الذين لا شاغل لنا غير حفظ قواعد الدين والتفنن في أساليب العبادة.

فقال الدوق: نعم يا مولاي؛ لأننا نعلم جميعا أنك رجل صالح شديد البر والتقوى، لا تحفل بالملاذ ولا يلهيك أمر دنيوي عن الواجب الديني؛ ولذا جئنا إلى جلالتكم بملء الثقة. - ومتى لم يكن لكم بي مثل هذه الثقة؟ - عفوا يا مولاي، فإنما أردت بالثقة ثقتي بإجابة الملتمس الذي أتينا لأجله. - إذا فأنتم قادمون إلينا مقترحين؟ - نعم يا مولاي. - اعرض إذا علينا ما تشاء؛ لأننا مصغون إليك. - إن ما سأقوله يا مولاي أمر عظيم جلل، لم ير مثله التاريخ بغير أيام الصليبيين؛ أيام كانت الناس تلتهب غيرة على حمى الكثلكة والذود عن ديننا القويم.

ولقد خصك الله يا مولاي بعرش عظيم تلتف من حوله قلوب الملايين من المؤمنين، فصن الدين المكين بصولة ذاك العرش، يصن الدين عرشك فيؤيدك دعاء الشعب وينصرك الله. - ومن الذي يهدد ديننا أيها الدوق؟ ومما تخشى عليه؟ - إني أخشى عليه من الهوكينوت، لقد انتشروا في البلاد أيما انتشار، وتفرقت دعاتهم في كل الأقطار الكاثوليكية، وأصبح الشعب ميالا إلى سماع أقوالهم.

فإذا لم تبعثر تلك الكلمة وتقطع ذاك اللسان، فلا تلبث كلمتنا أن تتبعثر، ولا يلبث ديننا أن يعتريه الفساد .

فنظر الملك إلى شيكو وتبادل الاثنان إشارة خفية.

ثم قال جلالته: إني ممتن لغيرتك أيها الدوق، شاكر لحسن تقواك ... ولذا فإني أظهر لك رضاي عن هذا المشروع ... فقل كيف ترى أن يكون؟ - أن تؤلف من أنصار الكثلكة حزبا عظيما، فتعينون جلالتكم رئيسا لهذا الحزب. - هو ذاك، فاجمع كبار أولئك الأنصار، وائتني بهم لأعين عليهم ذاك الرئيس.

فظهرت على وجه الدوق علائم البشر وقال: متى يا مولاي تريد أن يكون هذا الاجتماع؟ - غدا إن شاء الله.

فانحنى الدوق مسلما وخرج، فخرج معه جميع الحضور.

Unknown page