فقام الرجل فلما ولى وتوارى ، قال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( علي بالرجل )) فقاموا إلى كل ناحية ، فنادهم رسول الله عليه السلام (( ألا هلموا أنه جبريل جاء يعلمكم دينكم )) وحسبنا الله ونعم الوكيل .
تسمية من وسع من الفقهاء في أكثر مسائل مالا يسع الناس جهله
فأول ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد القرآن العظيم والذكر الحكيم ، ثم محمد ابن محبوب وعزان بن الصقر وعمروس بن فتح وأبو خزر يغلا بن زلتاف وعبد الرحمن بن رستم - رحمة الله عليهم ورضوانه - .
القرآن أول : -
اعلم أن القرآن أنزله الله على قلب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليكون للعالمين نذيرا ولم يشرح مسألة خصوصية مما يزيدها على الناس إلا ما تضمن قوله : ( آمن الرسول ) وهي الخمس فرائض التي ذكرها الله - عز وجل - .
وقد قال الله - عز وجل - : ( قالوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) . فاجتمعت الأمة كلها أن ليس على الناس شيء من معرفة المذكورين فيها إلا على من قامت عليه الحجة بذلك ، وأنهم قد وسعهم جهل جميع من ذكرناه فيها إلا الله وحده خصوصا ، قال الله - عز وجل - : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) . قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (( الدين يسر )) .
وكذلك قوله : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى ) . الآية . فشمل في هذه الآية الفرض والندب .
وقال لإبراهيم عليه السلام حين سأله إبراهيم : ( رب أرني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) . فقنع منه ببلى .
وأما محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فهو القائل : (( إني بعثت بالحنيفية السمحة السهلة )) .
Page 13