============================================================
وحكى أن ادريس بن إيريس العلوي (241) راى على ساحل هذا البحر في مملكته بناء من بناء الأولين، فرأى أن بجياله ناسأ- وأن ذلك المكان كان لمكانهم- فأتخذ سفنا للغزو؛ ووجه رجلا يقال له ((غوث)) فى آناس.
فصاروا في البحر نحو من شهر حتى صاروا إلى بحر مختلف عن بحرهم؟
وعرفوا ذلك بالماء لأنهم رأوه شبها بالجامد غليظا لا تجري فيه السفن مظلم الهواء. فمالوا إلى الجنوب في بحرهم فانتهوا الى جزيرة عذوها في السعة مقدار مسيرة عشرة أيام في مظها فأوقعوا بأهلها وهم [121] مشركون يعبدون الأوثان، فسبوا منهم مقدار خمسمائة رأس، ورأى من النساء فى الأجسام والجمال عجبا. ونكروا أتهم قاتلوهم بالحجارة وقرون الغنم ولم يكن لهم سلاح غير ذلك. وذكروا اولئك السبي آن وراعهم جزيرة تسمى: (قاقزة) لياسهم شبه لياس بربرو، وصلاتهم متل صلاتهم، ولهم سلاح وهم من ناحية المغرب من هذه الجزيرة التي كنا في ذكرهم.
(44) هو: إدريس بن إلريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبى طالب، أبو القاسم المعروف ب ايريس الثانى، ثاني ملوك الأدارسة في المغرب الأقصى، ولد سنة (177ه/ 293م)، ولي العلك وهو في الحادية عشرة من عمره، التفت حوله البرابرة، كان جوادا فصيحا حازما آحبته رعيته، شيد مدينة فاس سنة (192ه/ 807م)، توفى بمدينة فاس سنة (213ه 828م) وله من العمر سست وثلاثون سنة. ترجمته في: البكري: المسلك 302/2، ياقوت الحصوي: معجم البلدان 410/6، وكذلك دانرة المعارف الإسلامية مادة (لتريس بن إيريس) 546/1 بقلم: (رينيه باسيه)، الزركلى: الأعلام 278/1.
Page 179