قالتَ فيقولُ ﵇: "يقولُ اللهُ ﵎ لعَبْدٍ من عبيدهِ: صنَعَ إِليك عَبْدي معروفًا فهل شَكرْتَه عليه؟ فيقول: يا ربِّ، عَلمتُ أنّهُ منكَ فشكرتُكَ عليه. قال فيقولُ اللهُ ﷿: لَمْ تَشْكرْني، إذْ لم تشكر من أجريته على يده" ١.
علمه بالشعر:
١٨ - وأمَّا عِلْمُه ﵇ بالشعرِ، فكَما رُويَ أنَّ سَوْدة أَنشدتْ:
عديٌّ وتيمٌ تَبْتغي مَن تحالفُ
فظنَّتْ عائشةُ وحَفْصةُ ﵄ أنها عرضت بها، وجَرى بينهنَّ كلامٌ في هذا المعنى، فأُخبرَ النبيُّ ﷺ، فدخلَ عليهنَّ وقال: "يا وَيْلَكنَّ، ليسَ في عَدِيِّكنَّ ولا َتَيْمِكنَّ قيلَ هذا، وإنَّما قيلَ هذا في عديَّ تميمٍ وتيم تميم".
وتمامُ هذا الشعر وهو لقيس بن معدان الكليبي، من بني يربوع:
فخالف ولا واللهِ تَهْبِطُ تَلْعةَ ... منَ الأرضِ إلاَّ أنت للذل عارف
ألا من رأى العيدين، أو ذكرا له ... عبد وتيم تتغي من تحالف٢
_________
١ رواه الطبراني في المعجم الصغير ١: ١٦٣، والبيان من سبعة عشر بيتًا من البصائر والذخائر ٢: ٤١٧ - ٤١٩ وانظر الوحشيات رقم: ١٧٨ والشعر ينسب لغريض، ولابنه سعية بن غريض اليهودي، ولورقة بن نوفل، ولغيرهم.
٢ "سودة"، وهي سودة بنت زمعة"، أم المؤمنين ﵂. وفي هامش "ج"، عند البيت الثاني للتأنيث كان وجهه أن قوله: العبدين، [هما عدي] وتيم، عني بهما الأب الأكبر، وهم إذا ذكروا الأب [الأكبر، عنوا] به القبيلة، فحمل الكلام من بعد ذكرهما على [القبلتين ثم] استغنى برد الذكر إلى إحداهما عن ذكر [الأخرى: كقوله] تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا﴾ استغنى بإعادة الضمير إلى الفضة، عن إعادته [إلى] الذهب".
والشعر في المطبوعة غير منسوب، وهو منسوب في المخطوطتين "ج" و"س". "تيم قريش" منهم أبو بكر الصديق، و"عدي قريش"، منهم عمر بن الخطاب، ولذلك ما غضبت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، وحفصة أم المؤمنين بنت عمر. و"التلعة"، هي مسيل في أعلى الوادي وأسفله تلعة، وأعلاه ثلعة أيضًا. وفي البيت يراد أسفل الوادي. وقوله: "عارف". من قولهم "عرف للأمر، واعترف"، صبر له وذل وإنقاذ.
1 / 20