153

Dalail Fi Gharib Hadith

الدلائل في غريب الحديث

Investigator

د. محمد بن عبد الله القناص

Publisher

مكتبة العبيكان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Publisher Location

الرياض

وَفِي الرُّقَبَاءِ مَعْنَيَانِ، كِلَاهُمَا جَائِزٌ حَسَنٌ: فَأَحَدُ الْوَجْهَيْنِ: أَنَّ الرُّقَبَاءَ جَمْعُ رَقِيبٍ، وَالرَّقِيبُ: الْأَمِينُ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ الْأَمِينَ عَلَى ضَرْبِ الْقِدَاحِ فِي الْمَيْسِرِ رَقِيبًا، قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: لَهُ خَلْفَ إِذْ نَابِهَا أَزْمَلُ ... مَكَانَ الرَّقيِبِ مِنَ الْيَاسَرِينَا وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]، وَمِنْهُ قِيلِ لِحَارِسِ الْقَوْمِ رَقِيبٌ، وَهُوَ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى مَرْقَبَةٍ يَحْرُسُهُمْ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ صَادِرًا ... وَلَا وَارِدًا إِلَّا عَلَيَّ رَقِيبُ فَكَأَنَّهُ قَالَ: سَبْعَةَ نَجْبَاءَ أُمَنَاءَ يَكُونُونَ شُهُودًا عَلَى النَّاسِ. وَالْمَعْنَى الْآخَرُ: أَنَّ الرُّقَبَاءَ بِمَنْزِلَةِ الرَّقَائِبِ مِنَ النُّجُومِ. يَقُولُ: كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ خُلِّفَ بَعْدَهُ مَنْ يَسُدُّ مَكَانَهُ، وَيَقُومُ مَقَامَهُ، وَكَذَلِكَ الرَّقِيبُ مِنَ النُّجُومِ، وَهُوَ الَّذِي يَغْرُبُ بِالْغَدَاةِ، إِذَا طَلَعَ رَقِيبُهُ بِالْمَشْرِقِ، وَقَالَ جَمِيلٌ:

1 / 175