إن إنكار المرء لفضله ودعواه الجهل بأحسن ما فيه، لهما دائما خير برهان على عظم شأنه، وجلال قدره، فغن ولا تدعني أكرر السؤال، وأردد الخطبة.
58
بلتازار :
سأغني ما دمت قد تحدثت عن الخطبة، فكم من خطيب شرع في خطبة فتاة لا يحسبها خليقة به، ولكنه يمضي في تشبيبه، ويقسم أنه الصب المستهام.
دون بدرو :
أناشدك أن تغني، أو إن أبيت إلا المضي في المحاجة، فلتكن حججك أنغاما.
بلتازار :
ألق بالك إلى هذا قبل أن أنطلق بأنغامي، إذ ليس فيهن نغمة جديرة بالملاحظة.
دون بدرو :
يا عجبا، إن كلامه هذا «دندنة» في ذاتها ونغمات، فهو لا يكف عن ذكر الأنغام ولا يقول شيئا. (يبدأ بلتازار النغم.)
Unknown page