وأيضا ففي الحديث نسبة اليأس (١) إلى الشيطان مبنيا للفاعل لم يقل (أيس) بالبناء للمفعول، ولو قدر أنه يئس (٢) من عبادته في أرض العرب إياسا مستمرا فإنما ذلك ظن منه وتخمين، لا عن علم لأنه لا يعلم الغيب، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾ [الجن:٢٦] فإنه يطلعه على ما يشاء من الغيب، وقد قال تعالى: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ [لقمان:٣٤] أي من خير وشر، وهذا من مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله.
وقال النبي ﷺ: "مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا
_________
= والتعديل ٢/٤٩٠، وسكت عليه البخاري في التاريخ٢/٢٠٠ وقال ابن مندة ليس بالقوي في سعيد بن جبير. وقال الحافظ: صدوق يهم. وقال الذهبي في الميزان: صدوق. قلت: وهذا أصح من قول الحافظ ﵀ إلا في سعيد بن جبير فإن روايته عنه ليست بالقوية كما قاله ابن مندة. وهذا الأثر منها. ويعقوب القمي هو ابن عبد الله. قال النسائي ليس به بأس ووثقه الطبراني وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وبيض له ابن أبي حاتم٦/٢٥٢، وسكت عليه البخاري في التاريخ٦/٣٦٢ وروى له في صحيحه أربعة عشر حديثا، وقال الحافظ: صدوق ربما وهم. وعبدان بن أحمد هو الإمام الحافظ عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي قال الذهبي: له غلط ووهم يسير وهو صدوق (التذكرة ٢/٦٨٩) .
تنبيهان: الأول: وقع في نسخة الطبراني المطبوعة في العراق: "عمر بن العباس الرازي" وهو خطأ صوابه: "عمرو- بفتح العين – ابن العباس الرزي" والتصويب من تهذيب الكمال وغيره.
الثاني: ذكر ابن حجر في التهذيب٢/١٠٨ أن ابن حبان نقل في كتابه الثقات عن أحمد بن حنبل أنه وثق جعفر بن أبي المغيرة، ولم أجد هذا في الثقات لابن حبان- المطبوعة-٦/١٣٤ ولكن ابن شاهين نقل في الثقات له عن أحمد توثيقه، والله أعلم.
(١) في المخطوطة (الإياس) .
(٢) في المخطوطة (أيس) .
1 / 36