وبعد رحمك الله ووفقك، وأعانك وسددك؛ فإني أدعوك إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه، وإلى ما أمرني الله أن أدعوك إليه، وأخذ به علي العهد والميثاق، من الأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن التظالم والمنكر، وإلى أن نحل نحن وأنت ما أحل لنا الكتاب، ونحرم نحن وأنت ما حرمه علينا، وإلى الاقتداء بالكتاب والسنة، فما جاءا به اتبعناه، وما نهيا عنه رفضناه، وإلى أن نأمر نحن وأنت بالمعروف في كل أمرنا ونفعله، وننهى عن المنكر جاهدين ونتركه، وإلى مجاهدة الظالمين من بعد الدعاء إلى الحق لهم، والإيضاح بالكتاب والسنة بالحجج عليهم، فإن أجابوا فلهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين(1)، وإن خالفوا الحق، وتعلقوا بالفسق، حاكمناهم إلى الله سبحانه، وحكمنا فيهم بحكمه، فإنه يقول سبحانه: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين}[الأنفال: 39] والعدوان هاهنا فهو: الجهاد، والعدو على من ظهر منه الإجتراء على الله والاعتداء.
ألا والدعوة مني يرحمك الله إلى ما تقدم ذكره من الكتاب والسنة. واشرط لك ولمن معك على نفسي أربعا:
الحكم بكتاب الله وسنة رسوله جاهدا ما استطعت.
والأثره لكم على نفسي فيما جعله الله بيني وبينكم.
وأن أوثركم ولا أفضل عليكم بالتقدمة عند العطاء؛ الذي جعله الله حظا في أمواله لكم ولنا قبل نفسي وخاصتي.
والرابعة أن أكون قدامكم عند لقاء عدوكم وعدوي.
وأشرط لنفسي عليكم اثنين؛ أنتم شركائي فيهما:
النصيحة لله في السر والعلانية.
والطاعة في كل أحوالكم لأمري ما أطعت الله، فإن خالفت طاعة الله فلا حجة لي عليكم.
Page 626