وفيما ذكرنا من هلاك المتخلفين(1)؛ عن دعوة الحق والمحقين، ما يقول أصدق الصادقين، فيمن قال لإخوانه وتأخر: {لا تنفروا في الحر}، فقال جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله: {وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون}[التوبة: 81]. وفي إهلاك الله وإخزائه للمتخلفين عن الحق والمحقين؛ ما يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}. فنهى رسوله عن الصلاة عليهم، والوقوف على قبورهم، وحرم عليه الاستغفار لهم، ولم ينه عن ذلك إلا في غوي، هالك عنده معذب شقي. ثم أخبر أن المرتابين الذين هم في ريبهم يترددون، والتردد فهو: الشك، والشك فلا يكون في حق؛ إلا من أهل الفجور والفسوق.
Page 621