Dacwa Lil Falsafa
دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو
Genres
192
كل هذا يبين بجلاء أننا نحب المعروف والمرئي والواضح، وإذا كنا نحب المعروف والواضح، فنحن بالمثل نحب المعرفة والتفكير. (ب103) وكما أن الأمر من وجهة نظر التملك «يقتضي» أن لا تكون الأشياء التي يحصل عليها الناس لمجرد العيش هي نفس الأشياء التي يحصلون عليها ليعيشوا سعداء، فكذلك الأمر بالنسبة لملكة التفكير. إن التفكير الذي نحتاج إليه لمجرد الحياة ليس - في رأيي - هو نفس التفكير الذي نحتاج إليه للحياة الكاملة،
193
ولا بد أن نلتمس العذر للرجل العادي إذا قصر جهده على الجانب الأول. صحيح أنه يصلي من أجل «الحصول على» السعادة «في الحياة»، ولكنه يشعر بالابتهاج إذا تمكن من مجرد العيش. وإذا وجد إنسان يرفض أن يرضى بالحياة بأي ثمن، فإن من المضحك حقا أن لا يتحمل كل جهد ويشق على نفسه بكل وسيلة لكي يحصل على ملكة التفكير التي تمكنه من معرفة الحقيقة، (ب104) وفي وسعنا أن نعرف نفس الشيء مما سيأتي بعد إذا استطعنا أن ننظر إلى الحياة البشرية نظرة خالصة، عندئذ سنكتشف أن جميع تلك الأشياء التي تبدو للناس عظيمة ليست سوى لعب بالظلال؛ ولهذا يقال أيضا بحق أن الإنسان عدم،
194
وألا شيء يخص الإنسان له ثبات (أو دوام)؛ فالقوة والعظمة والجمال أشياء مضحكة ولا قيمة لها، وهي لا تبدو لنا على هذه الصورة
195
إلا لعجزنا عن رؤية أي شيء رؤية دقيقة. (ب105) ولو استطاع أحد أن يبلغ من حدة البصر مبلغ لينكويس
196 - الذي يروى عنه أنه كان ينفذ ببصره خلال الجدران والأشجار - فهل كان في مقدوره أن يحتمل رؤية رجل «مثل ألكيباديس المحتفى به»
197
Unknown page