132

Dacaya Ila Sabil Muminin

الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش

Genres

سادسا - ارتكاب مفاسد لغوية ، مثل واقدها ، وصوابه موقدها ؛ لأن وقد يتعدى بالهمزة كقوله تعالى : { كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين } ( المائدة / 64)

ومثل يورث لهم صوابه يورثهم .

( كل من يدعي بما ليس فيه

كذبته شواهد الامتحان )

ثم ماذا يرى في تلك الكبائر من الشتم الطعن في العرض بالظن والكذب،أهي طاعة؟ فالله لا يعبد بالشتم ، ومن تقرب إلى الله بالمعصية كفر ، لما فيه من الاستخفاف بالمولى عز شأنه ، أم معصية ؟ فتعمد ارتكابها ، ففي كلا الحالتين من الخاسرين .

كم رأينا مأساة بما كسبت أيدي الذين أجرموا وتجرع الشعب من مضض العسف والجور ، وقاسى كثيرا آلآم الاضطهاد ، وهناك من الذين نعدهم في زمرة المفكرين ، وفي مقدمة المصلحين ، يوجهون سهام الانتقاد المر إلينا عن مخبات ذوي الحيف والعناد بعد ما بلغ السيل الزبا.

ومن عجب الأيام أني على الهدى

ألام وغيري بالضلالة يحمد

فقد تبين الرشد من الغي ، وانكشف الغطاء عما كان خفيا ، فهل أنتم منتهون ؟

الخاتمة

لقد مرت على الشعب أطوار المحنة والبلاء ، وصنوف الإرهاق ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وانتهز تلك الظروف العصيبة كل ذي كيد ، فطعن برمحه كيف شاء ، طعنة نجلاء فهل تركت هذه المحن في النفوس أثر الموعظة ؟

Page 136