114

Cyrano De Bergerac

سيرانو دي برجراك

Genres

الفصل الثاني

المنظر (مطعم الشعراء)

كان راجينو «الحلواني» و«الكبابجي» يطل على شارعين: شارع سان أندريه، وشارع لابرسك، أي الشجرة الجافة.

المنضدة الرخامية المستطيلة التي تصف فوقها الصحاف والأكواب قد أقيم فوقها رف من صلب علقت بالخطاطيف منه أنواع الطير مختلفة بين إوز وبط وديكة، وهناك أوان من الخزف تحمل باقات من الزهر، وأصص من عباد الشمس، وغيره من الأزهار ... ثم موقد لدفء طيب، ونار مشبوبة من فوقها سفاقيد، وأوعية للشواء والطهي بأنواعه، وعن اليمين سلم قليل الدرجات، يؤدي إلى غرفة ذات مائدة لمن يريد الخلوة إلى طعام وشراب، وقد انفرع عن السلم دهليز خشبي يفضي إلى غرف أخرى مماثلة ... وفي وسط الحانون يتدلى طوق كبير من حديد له بكرة لرفعه وخفضه، وقد استدارت من حوله لحوم الصيد ...

وكانت (الأفران) تبدو من تحت السلم من لهبها الحمراء، ونيرانها المتقدة، وقد برقت عندها الآنية النحاسية من صقلتها ولمعانها، واجتمعت أكوام من المآكل والأطعمة في أشكال هندسية مربعات، ومخاريط كالأهرام.

وكان النهار قد طلع وبدأت الحركة في المطعم لإعداد معدات اليوم ومطالبه ... وصبيان الطهاة في شغل رائحين غداة ... والطباخون السمان البطان، ومن يلونهم من الخدم والغلمان في الطهي وضعوا قلانسهم البيضاء فوق رؤوسهم مزدانة بريش كثير من ريش الديكة والدجاج، وهم يحملون فوق ألواح معدنية، أو خيزرانية أكداسا مكدسة من الفطائر، والكعك، وصنوف الحلوى.

وفي نواحي الحانوت وأرجائه مناضد صفت حولها الكراسي، ووضع عليها ما لذ وطاب من صنوف المآكل، وصحاف الطعام.

المشهد الأول (يشاهد راجينو عند رفع الستار جالسا إلى منضدة صغيرة قائمة في ركن من الحانون، عليها الدفاتر والأوراق ... وهو منهمك في الكتابة، سابح المخيلة، رافع بصره إلى السماء، يعد على أصابعه بين لحظة وأخرى.)

طاه (يحمل وعاء ممتلئا بالحلوى) :

حلوى بالفاكهة ... «نوجا».

Unknown page