لوبريه :
إنها ابنة عمك مجدولين روبان، المشهورة بروكسان.
سيرانو :
أجل روكسان.
لوبريه :
لا بأس من ذلك ولا ضير، بل لعل فيه الخير، ولكن لماذا لا تبوح لها بحبك وقد شاهدت الليلة انتصارك وعلو شأنك.
سيرانو :
أطل النظر في وجهي، ثم خبرني بأي أمل أيها الصديق يوحي إلى قلبي هذا الأنف الناتئ في وجهي، ما أنا بالذي يغري نفسه بخداع الآمال، وينساق مع كواذب الأماني، ولكني لا أكتمك يا صاحبي أن هناك أويقات تمر علي أحس فيها أحيانا بحنان يسيل على قلبي، ونشوة حب تخامرني إذا أتى أزرق المساء، فأدخل روضة ناضرة عطرة، أستنشق بأنفي الكبير المتقوس أرجها ورياها، وأملأ صدري من نفحات الربيع المبكر، وقد يتاح لي أثناء ذلك أن أرى في الشعاع الفضي شبح عاشقين يمسك أحدهما بذراع الآخر، فأتمنى لو صحبتني كهذا الهمام غادة تمسك بذراعي أنا أيضا، ونمشي معا بخطى صغيرة في ضوء القمر الساهي، ولا يني الخيال يستخفني، ويطير بي حتى تصدمني الحقيقة، وتتبدد الأماني والأحلام فجأة حين أرى ظل وجهي مبتسما على حائط الروض.
لوبريه (متأثرا) :
واها لك أيها الصديق.
Unknown page