379

ʿUyūn al-Tafāsīr liʾl-Fuḍalāʾ al-Samāsīr liʾl-Sīwāsī

عيون التفاسير للفضلاء السماسير للسيواسي

Genres

بالياء حال الوصل وبغير ياء «1»، أي اسعوا في كيدي للإهلاك أنتم وشركاؤكم بالسرعة (فلا تنظرون) [195] أي لا تمهلوني بقوله لهم لأنهم خوفوه بآلهتهم.

[سورة الأعراف (7): آية 196]

إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين (196)

ثم قال تعالى قل (إن وليي) أي ناصري وحافظي (الله الذي نزل الكتاب) أي القرآن على لا ولي لي سواه (وهو يتولى) أي يتحاكم بالنصرة والحفظ (الصالحين) [196] أي المؤمنين العاملين بالصلاح.

[سورة الأعراف (7): آية 197]

والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون (197)

(والذين تدعون) أي تعبدونهم (من دونه) أي من غير الله (لا يستطيعون) أي لا يقدرون (نصركم) أي حفظكم ومنعكم مما يؤذونكم (ولا أنفسهم ينصرون) [197] أي يمنعون مما يؤذيهم.

قيل: إن الكفار كانوا يلطخون العسل في فم الأصنام وكان الذباب تجتمع عليه فلم تقدر دفعها عن أنفسها «2».

[سورة الأعراف (7): آية 198]

وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون (198)

ثم قال للنبي عليه السلام بلفظ الجمع تعظيما دون المفرد لثبوت الواو مع الجازم (وإن تدعوهم إلى الهدى) أي إن تدعوا «3» كفار مكة يا محمد إلى دين الإسلام (لا يسمعوا) أي لا يقبلون ما تدعوهم إليه وهو نفع لهم وتركه ضر لهم، وقيل: «يجوز أن يكون خطابا للمشركين» «4»، أي إن تدعوا أصنامكم إلى مصالحكم لا يستجيبوا لكم، كرره للمبالغة في التوبيخ، والأول أوجه بدليل قوله (وتراهم) أي وترى يا محمد المشركين (ينظرون إليك) بأعينهم (وهم لا يبصرون) [198] بقلوبهم ليؤمنوا.

[سورة الأعراف (7): آية 199]

خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (199)

ثم أمر النبي عليه السلام بمكارم الأخلاق بقوله (خذ العفو) أي المساهلة بالناس في الدين ولا تشق عليهم بالكلفة حتى لا ينفروا، ومنه قوله عليه السلام «يسروا ولا تعسروا» «5»، وقيل: «معناه خذ ما عفا، أي ما فضل «6» من أموال الناس عن قوت العيال» «7»، وكان ذلك قبل آية الزكوة، وقيل: خذ العفو عمن ظلمك «8» (وأمر بالعرف) أي بما يرتضيه العقل والشرع من الخصال كتقوى الله وصلة الرحم وغض البصر وحفظ اللسان عما لا يعني صاحبه (وأعرض عن الجاهلين) [199] بما يصدر منهم من السوء، يعني احلم عنهم ولا تغضب عليهم، وهذا قبل آية السيف، وقيل: أعرض عن السفهاء إذا سفهوا عليك ولا تقابلهم بالسفاهة «9»، قيل: «ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية» «10»، روي أن النبي عليه السلام سأل عن هذه الآية فقال جبرائيل عليه السلام له معناها: «أن تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك» «11».

[سورة الأعراف (7): آية 200]

وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم (200)

Page 100