Cuyun Mukhtar
عيون المختار من فنون الأشعار والآثار
Genres
[في الجزء العاشر من الإكليل للهمداني قصيدة المجالد مخاطبا
معاوية]
الحمد لله وحده
في الجزء العاشر من الإكليل للهمداني الموجود في المتحف البريطاني بلندن مالفظه: والمجالد بن ذي مران وهو القائل لمعاوية لما فطن تمويهه وتمويه عمرو بن العاص على الناس في دم عثمان ولطخهم به عليا عليه السلام:
يا ابن هند جشمت نفسك أمرا .... جرت فيه وقال صحبك هجرا
إن عمرا وعتبة حين مالا .... ك ومروان والوليد وبسرا
وأبا الأعور الأولى سفهوا اليو .... م عليا وقلدوا الأمر عمرا
لو يذوقون طعم ما اجترموه .... وجدوا طعم ذلك القول مرا
ولعمري لئن هم شتموه .... أنه أنضر الكواكب طهرا
وله طارت القلوب إذ السم .... ر خلال العجاج تحسبن جمرا
حتى قال:
فارس يضرب الكتيبة بالسي .... ف دراكا ويطعن القوم شزرا
شهد الفتح والنضير وأحدا .... وحنينا وخيبرا ثم بدرا
وله في قريظة الخطر الأع .... ظم إذ ردت الفواررس كسرا
وله ضربة الولاء على النا .... س بخم وكان ذا القول جهرا
ثم يوم البراء أرسل بالوح .... ي فهذا من أعظم الناس قدرا
وله كل موطن يوجب الجن .... ة جدعا لشانئه وعقرا
لاكمن باع دينه أخسر البيع .... بمصر ومن تجرع جمرا
وأبي الأعور الشقي ومر .... وان وبسر قد شاركوا الأمر عمرا
قال: وكان المجالد فقيها عالما، ولد المجالد سعيدا، وكان فقيها فارسا بطلا، قتله شبيب الحروري في أيام الحجاج، فأولد سعيد المجالد وهو فقيه أيضا، وهذا البيت من آل ذي مران بالكوفة، انتهى المراد.
وهذا يدل أن الهمداني صاحب الإكليل لم يكن منحرفا عن أهل البيت كل الإنحراف وإلا لما نقل هذا، ويدلك على أن الهمدانية تأبى الميل عن آل محمد عليهم السلام كيفما كان صاحبها.
هذا والمجالد بن سعيد الأخير عالم فاضل من ثقات محدثي الشيعة، وهو الذي قال الذهبي: إن القطان قال فيه: مجالد أحب إلي منه [أي من جعفر الصادق عليه السلام]، ورد عليه الذهبي، وقد أوردت ذلك في الجزء الأول من لوامع الأنوار.
Page 96