111

Cuyun Mukhtar

عيون المختار من فنون الأشعار والآثار

لقد فجعت بفارسها رعين .... كما فجعت بفارسها السكون

غداة أتى أبا حسن عليا .... ووسط النقع مردان طحون

فاطعنه وقلت له خذنها .... مسومة تحف لها القطين

أقول له ورمحي في صلاه .... وقد قرت لمصرعه العيون

ألا ياعمرو عمرو أبي حصين .... وكل فتى ستدركه المنون

أترجو أن تنال وأنت حي .... أبا حسن فذا مالايكون

لقد بكت السكون عليه حتى .... وهت منها النواظر والجفون

ألا أبلغ معاوية بن حرب .... ورجم الغيب يكشفه اليقين

بأنا لانزال لكم عدوا .... طوال الدهر ما سمع الحنين

ألم ترنا ووالينا عليا .... أبا برا ونحن له بنون

وأنا لانريد به سواه .... وذاك الرشد والحظ الثمين

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلامه في ذلك:

ولما رأيت الخيل تقرع بالقنا .... فوارسها حمر النحور دوامي

ونادا ابن هند في الكلاع ويحصب .... وكندة في لخم وحي جذام

تيممت همدان الذين هم هم .... إذا ناب خطب جنتي وسهامي

فناديت فيهم دعوة فأجابني .... فوارس من همدان غير لئام

فوارس ليسوا في الحروب بعزل .... غداة الوغى من شاكر وشبام

ومن أرحب الشم المطاعين بالقنا .... ونهم وأحياء السبيع ويام

ووادعة الأبطال يخشى نصالها .... بكل صقيل في أكف حسام

ومن كل حي قد أتتني فوارس .... كرام لدى الهيجاء أي كرام

يقودهم حامي الحقيقة ماجد .... سعيد بن قيس والكريم محام

بكل رديني وعضب نخاله .... إذا اختلف الأقوام سيل عرام

فخاضوا لظاها واصطلوا حر نارها .... كأنهم في الهيج شرب مدام

جزا الله همدان الجنان فإنهم .... سمام العدا في كل يوم سمام

لهم تعرف الرايات عند اختلافها .... وهم بدأوا للناس كل لحام

رجال يحبون النبي ورهطه .... لهم سالف في الدهر غير أيام

هم نصرونا والسيوف كأنها .... حريق تلظى في هشيم ثمام

لهمدان أخلاق ودين يزينها .... وبأس إذا لوقوا وحد خصام

وجد وصدق في الحديث ونجدة .... وعلم إذا قالوا وطيب كلام

متى تسعفنهم أوتبت في ديارهم .... تبت ناعما في خدمة وطعام

فلو كنت بوابا على باب جنة .... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام قال: فنادى معاوية في أحياء اليمن وقال:

Page 112