Curf Wardi
العرف الوردي في أخبار المهدي
Genres
والثاني: منع طوائف لهم المقدمة الثانية الثالث:أن هذا المعصوم الذي يدعونه في وقت ما له مذ ولد عندهم أكثر من أربعمائة وخمسين سنة, فإنه دخل السرداب عندهم سنة ستين ومائتين, وله خمس سنين عند بعضهم, وأقل من ذلك عند آخرين, ولم يظهر عنه شيء مما يفعله أقل الناس تأثيرا, مما يفعله آحاد الولاة والقضاة والعلماء, فضلا عما يفعله الإمام المعصوم,فأي منفعة للوجود في مثل هذا, لو كان موجودا, فكيف إذا كان معدوما, والذين آمنوا بهذا المعصوم أي لطف, وأي منفعة حصلت لهم به نفسه في دينهم أو دنياهم, وهل هذا إلا أفسد مما يدعيه كثير من العامة, في القطب, والغوث, ونحو ذلك من أسماء يعظمون مسماها, ويدعون في مسماها ما هو أعظم من رتبة النبوة,من غير تعيين لشخص معين, يمكن أن ينتفع به الانتفاع المذكور في مسمى هذه الأسماء, وكما يدعى كثير منهم حياة الخضر, مع أنهم لم يستفيدوا بهذا الدعوى منفعة لا في دينهم ولا في دنياهم, وإنما غاية من يدعى ذلك أن يدعى جريان بعض ما يقدره الله على أيدي مثل هؤلاء, وهذا مع أنه لا حاجة لهم به فلا حاجة بهم إلى معرفته, ولم ينتفعوا بذلك لو كان حقا فكيف إذا كان ما يدعونه باطل, ومن هؤلاء من يتمثل له الجنى في صورة, ويقول: أنا الخضر, ويكون كاذبا, وكذلك الذين يذكرون رجال الغيب ورؤيتهم إنما رأوا الجن, وهم رجال غائبون, وقد يظنون أنهم إنس, وهذا قد بيناه في مواضع تطول حكايتها, مما تواتر عندنا, وهذا الذي تدعيه الرافضة إنما مفقود عندهم, وإما معدوم عند العقلاء, وعلى التقديرين فلا منفعة لأحد به, لا في دين, ولا في دنيا, فمن علق به دينه بالمجهولات التي لا يعلم ثبوتها كان ضالا في دينه, لأن ما علق به دينه لم يعلم صحته, ولم يحصل له به منفعة, فهل يفعل مثل هذا إلا جاهل, لكن الذين يعتقدون حياة الخضر لا يقولون : إنه يجب على الناس طاعته, مع أن الخضر كان حيا موجودا.اه
Page 177