203

Cuqud Ciqyan

عقود العقيان2

Genres

فما أكيل الشام بالراجع للسيد المتبوع والتابع ......من يرجع العام إلى أهله قد كان في هذا لكم عبرة ...

ما ضل رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] بل اهتدى وما غوى بل رشد كان المشركون يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] ضال غاو حين لم يصغ إلى قبول قولهم فقال الله تعالى: {ما ضل} كما زعمتم بل هو الناطق لما أوحى إليه لا ينطق عن الهوى في تبليغ الشرائع وإعلامهم أن أمير المؤمنين عليه السلام الأحق بالإمامة والأقمن بالزعامة .

فصل:

اختلف العلماء هل النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] كان متعبدا بالإجتهاد في الأحكام أو لا يحكم إلا بالوحي فذهب الإمام الناطق بالحق أبو طالب : يحيى بن الحسين الهاروني والإمام المنصور بالله - عليهما السلام- إلى أنه لا يجوز أن يكون متعبدا بالإجتهاد وهو قول الشيخين أبي علي وأبي هاشم والشيخ أبي الحسين النصري - رحمهم الله - وذهب الشافعي وأكثر أصحابه وأبو يوسف من الحنفية إلى أنه صلى الله عليه وآله [وسلم] كان متعبدا بالإجتهاد واستدل أهل القول الأول بوجوه:

منها: أنه لو صح ذلك لما كان يصح أن تجعل أقواله صلى الله عليه وآله [وسلم] أصولا ليقاس عليها والمعلوم خلاف ذلك، ومنها: أنه كان يجوز مخالفة اجتهاده كما في اجتهاد غيره إذ كل مجتهد مصيب وهو لا يجوز ذلك ومنها: أنه صلى الله عليه وآله [وسلم] لو كان متعبدا بالإجتهاد لنقل إلينا على وجه يقع به العلم كما نقلت اجتهادات الصحابة، ومنها : ما استدل به الناطق بالحق عليه السلام وهو قول الله تعالى : {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى} فأخبرنا تعالىأن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] لا ينطق بما يتعلق بالمكلفين بالهوى ما خلا المباحات والصغائر وسرد كلاما له عليه السلام وكان قال في ابتداء الدلالة: إن هذه الدلالة هي القوية المعتبرة .

Page 206