93

Cumdat Talib

عمدة الطالب- ابن عنبة

Genres

الى أحد من ولد أحمد ولا عرفني أحد لهم عقبا باقيا. فمن ذكر أنه من ولده احتاج الى بينة عادلة تقوم له بصحة دعواه.

قلت: والظاهر أنه انقرض، ولهذا لم يعده الشيخ النقيب تاج الدين بن معية في المعقبين

- آخر ولد محمد النفس الزكية-

والعقب من

1 إبراهيم قتيل باخمرى* بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب

(عليه السلام) يكنى أبا الحسن، وكان يرى مذهب الاعتزال وكان شديد الأيد، فيحكى؛ انه كان واقفا مع أخيه محمد وأبيه وإبل لهم تورد وفيها ناقة شرود لا تملك فأقبلت مع الإبل ترد، فقال محمد لإبراهيم وهو ملتف في شملة: إن رددتها فلك كذا وكذا؛ فوثب ابراهيم فقبض على ذنبها فشردت وتبعها إبراهيم ممسكا بذنبها حتى غابا عن أعينهم. فقال عبد الله لابنه: بئس ما صنعت عرضت أخاك للتلف. فلما كان بعد ساعة أقبل إبراهيم ملتفا بشملته، فقال له محمد: ألم أقل لك إنك لا تقدر على ردها؟ فأخرج ذنب الناقة فألقاه وقال: أما يعذر من جاء بهذا؟

وكان إبراهيم من كبار العلماء في فنون كثيرة: يقال إنه كان أيام اختفائه بالبصرة قد اختفى عند المفضل بن محمد الضبي فطلب منه دواوين العرب ليطالعها فأتاه بما قدر عليه فأعلم إبراهيم على ثمانين قصيدة، فلما قتل إبراهيم استخرجها المفضل وسماها ب «المفضليات » وقرئت بعده على الأصمعي فزاد فيها، وظهر إبراهيم ليلة الإثنين غرة شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة بالبصرة وبايعه وجوه الناس؛ منهم بشير الرحال، والأعمش سليمان بن مهران، وعباد بن منصور القاضي صاحب مسجد عباد بالبصرة، والمفضل بن محمد، وسعيد بن الحافظ في نظرائهم. ويقال: إن أبا حنيفة الفقيه بايعه أيضا وكان قد أفتى الناس بالخروج معه، فيحكى ان امرأة أتته فقالت: إنك أفتيت ابني بالخروج مع ابراهيم فخرج فقتل. فقال لها: ليتني كنت مكان ابنك. وكتب اليه أبو حنيفة: أما بعد فاني قد جهزت اليك أربعة آلاف درهم ولم يكن عندي غيرها، ولو لا أمانات للناس عندي للحقت بك، فاذا لقيت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل صفين، اقتل مدبرهم واجهز على جريحهم ولا تفعل كما فعل أبوك في أهل الجمل فان القوم لهم فئة، ويقال ان هذا

Page 99