فقال له: ويحك قد ظهر محمد فماذا ترى؟ قال: وأين ظهر؟ قال: بالمدينة. فقال: غلبت عليه ورب الكعبة. قال: وكيف؟ قال: لأنه خرج بحيث لا مال ولا رجال فعاجله بالحرب.
فأرسل اليه عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس في جيش كثيف فحاربهم محمد خارج المدينة وتفرق أصحابه عنه حتى بقي وحده، فلما أحس بالخذلان دخل داره وأمر بالتنور فسجر ثم عمد إلى الدفتر الذي أثبت فيه أسماء الذين بايعوه فألقاه في التنور فاحترق، ثم خرج فقاتل حتى قتل بأحجار الزيت، وكان ذلك مصداق تلقيبه النفس الزكية لأنه
روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: تقتل بأحجار الزيت من ولدي نفس زكية
. وكان مالك بن أنس الفقيه قد أفتى الناس بالخروج مع محمد وبايعه ولذلك تغير المنصور عليه فقال إنه خلع أكتافه. 2
وأعقب محمد النفس الزكية (1) من إبنه
1 أبي محمد عبد الله الأشتر الكابلي
وحده؛ وكان قد هرب بعد قتل أبيه الى السند فقتل بكابل في جبل يقال له علج وحمل رأسه الى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي (عليه السلام) فصعد به المنبر وجعل يشهره للناس. وقال ابو نصر البخاري: بالموصل قوم ينتسبون الى طاهر بن محمد ذي النفس الزكية وهم أدعياء ولا عقب له من طاهر. وقال الأشناني أبو الحسن نسابة البصرة ومشجرها: أولد طاهر بن محمد محمدا وعليا يعرفان ببني الضائع «الصايغ خ ل» وليس لهما في الشرف حظ، وذكر أن أحدهما أشهد على نفسه أنه عامي. وأما ابراهيم بن محمد ذي النفس الزكية فأعقب من محمد ابراهيم وانقرض بعد أن خلف عدة أولاد: قال أبو نصر البخاري: لم نجد أحدا انتسب
Page 96