89

Cumdat Talib

عمدة الطالب- ابن عنبة

Genres

ويكنى ابا عبد الله، وقيل أبا القاسم؛ ويلقب المهدي وهو المقتول بأحجار الزيت، وقال أبو نصر البخاري: حملت به أمه (1) أربع سنين. ونقل ذلك الدنداني النسابة عن جده وكان يرى رأي الاعتزال، وحكي أبو الحسن العمري: أنه كان تمتاما بين كتفيه خال أسود كالبيضة.

وولد سنة مائة بلا خلاف، وقيل: مات سنة خمس وأربعين في رمضان، وقيل: في الخامس والعشرين من رجب، وقال البخاري: وهو ابن خمس وأربعين سنة وأشهرا. وإنما لقب المهدي للحديث المشهور

عن رسول الله «(صلى الله عليه وآله)» : إن المهدي من ولدي اسمه اسمي واسم ابيه اسم أبي

. وتطلعت اليه نفوس بني هاشم وعظموه؛ وكان جم الفضائل كثير المناقب؛ و# حكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني (2): أن الصادق (عليه السلام) أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب، فقيل له في ذلك فقال: ويحك هذا مهدينا أهل البيت!

وكان المنصور قد بايع له ولأخيه ابراهيم مع جماعة من بنى هاشم، فلما بويع لبني العباس اختفى محمد وابراهيم مدة خلافة السفاح؛ فلما ملك المنصور وعلم أنهما على عزم الخروج جد في طلبهما وقبض على أبيهما وجماعة من أهلهما فيحكى: أنهما أتيا أباهما وهو في السجن فقالا له: يقتل رجلان من آل محمد خير من أن يقتل ثمانية. فقال لهما: إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين. ولما عزم محمد على الخروج واعد أخاه ابراهيم على الظهور في يوم واحد، وذهب محمد إلى المدينة وإبراهيم الى البصرة، فاتفق أن ابراهيم مرض فخرج أخوه بالمدينة وهو مريض بالبصرة، ولما خلص من مرضه وظهر أتاه خبر أخيه أنه قتل وهو على المنبر يخطب. ويقال: بل أتاه وهو قد توجه الى الكوفة لحرب المنصور فقال:

سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا

فان بها ما يدرك الطالب الوترا

الى آخره (3) ولما بلغ أبا جعفر المنصور خروج محمد بن عبد الله خلا ببعض أصحابه

ولست كمن يبكي أخاه بعبرة

يعصرها من ماء مقلته عصرا

ولكن أروى النفس مني بغارة

تلهب في قطري كتابتها جمرا

وإنا أناس لا تفيض دموعنا

على هالك منا وإن قصم الظهرا

Page 95