88

Cumdat Talib

عمدة الطالب- ابن عنبة

Genres

وأمرته بلبس السواد؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه؟ كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك؟ فقال: عبد الله أن كان هذا الكلام منك لشيء. فقال جعفر (عليه السلام): قد علم الله أني أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك؟ فلا تمنين نفسك الأباطيل، فان هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم ولا تتم لأحد من آل أبي طالب؛ وقد جاءني مثل ما جاءك. فانصرف غير راض بما قاله وأما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب وقال ما أعرف كاتبه فاجيبه

، ومات عبد الله المحض في حبس أبي جعفر الدوانيقي مخنوقا.

وروى أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين» عمن لم يحضرني اسمه (1) الآن، قال: كنا جلوسا مع فلان (2) وذكر اسم الذي كان يتولى حبس عبد الله- فاذا رسول قد قدم من عند أبي جعفر المنصور ومعه رقعة فأعطاها ذلك الرجل الذي كان يتولى الحبس لعبد الله وإخوته وبني أخيه، فقرأها وتغير لونه وقام متغير اللون مضطربا وسقطت الرقعة منه لاضطرابه؛ فقرأها فاذا فيها. إذا أتاك كتابي هذا فأنفذ في مذله ما آمرك به وكان المنصور يسمى عبد الله المذله، وغاب الرجل ساعة ثم جاء متغيرا مضطربا منكرا فجلس مفكرا لا يتكلم ثم قال: ما تعدون عبد الله بن الحسن فيكم؟ فقلنا هو والله خير من أظلت هذه وأقلت هذه. فضرب احد يديه على الأخرى وقال: قد والله مات. وتوفي عبد الله وهو ابن خمس وسبعين سنة (3) وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد أبيه الحسن، ونازعه في ذلك زيد بن علي بن الحسن (عليه السلام) ولهما في ذلك حكايات لا تليق بهذا المختصر.

وأعقب عبد الله المحض من ستة رجال 2، 1 محمد ذي النفس الزكية؛ و1 ابراهيم قتيل باخمري 2، وموسى الجون، وأمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب 2، ومن 1 يحيى صاحب الديلم وأمه قريبة «فرثية خ ل» بنت ركيح بن أبي عبيدة؛ بنت أخي هند بنت أبي عبيدة 2، ومن 1 سليمان، وادريس وأمهما عاتكة بنت عبد الملك المخزومية 2؛ فالعقب من

1 محمد ذي النفس الزكية*

؛

Page 94