[الاصل الاول في ذكر عقب (عقيل) بن أبى طالب]
[ 31 ]
الاصل الاول في ذكر عقب (عقيل) بن أبي طالب، ويكنى أبا يزيد، وكان أبو طالب يحبه حبا شديدا ولذا قال له رسول الله صلى عليه وآله وسلم: إنى لاحبك حبين حبا لك، وحبا لحب أبي طالب.
(1) وكان عقيل نسابة عالما بأنساب العرب وقريش، وكان أعور يكاد يخفى ذلك على متأمله، وخرح إلى بدر فأسر وفداه عمه العباس، وفارق أخاه عليا أمير المؤمنين في أيام خلافته وهرب إلى معاوية وشهد صفين معه غير أنه لم يقاتل ولم يترك نصح أخيه والتعصب له.
فروى أن معاوية قال يوم صفين: لا نبالي وأبو يزيد معنا.
فقال عقيل:
---
(1) ولد عقيل بعد ولادة النبي صلى الله عليه وآله بعشر سنين، وكان أكبر من على بعشرين سنة ومن جعفر بعشر سنين وأصغر من طالب بعشر سنين، ولقد أهمل أكثر المؤرخين إسلامه وأرخه ابن حجر في (الاصابة) بما بعد الحديبية ولا بدع إن أهملوا مثله وقد طعنوا في أبيه من قبل، ونحن إذا قرأنا في (تاريخ الطبري) ج 2 ص 282 قول النبي صلى الله عليه وآله لاصحابه: " إنى قد عرفت رجالا من بنى هاشم قد خرجوا إلى بدر كرها فمن لقى منكم أحدا منهم فلا يقتله " يمكننا أن نستفيد إيمان عقيل بالنبوة قبل الهجرة غير أن سياسته قريشا اضطرته إلى التستر والاستخفاء، كيف لا وهو يشاهد أباه وأمه وأخوته مصدقين بالنبوة خاضعين للدعوة الآلهية وهم أعضاد الحنيفية البيضاء وحضنة الدين المبين، فلم يكن الغصن الباسق من ذلك الدوح اليانع بدعا من أصله الكريم، ولا حائدا عن خطة رجالات بيته الرفيع ، ولو تنازلنا عن ذلك لدلنا ابن قتيبة في (المعارف) ص 68 على اسلامه يوم بدر بامر رسول الله صلى الله عليه وآله توفى سنة 60 من الهجرة.م ص
--- [ 32 ]
Page 31