وعثمان ﵄، فما أخذاهم بذلك؛ فسكت هارون.
٨٦- قال أبو جعفرٍ: ونظير هذا أن عبد الله بن إدريس الكوفي قال: كنا جلوسًا ننتظر خروج أمير المؤمنين وفينا أبو بكر بن عياشٍ، فخرج علينا، فقام الناس ولم أقم، وكان أبو بكرٍ ممن قام، فاشتد عليه ذلك -يعني أبا بكرٍ- فجرى شيءٌ من العلم، وجرى ذكر النبيذ. فقال أبو بكرٍ: حدثنا أبو إسحاق، عن مشايخه، عن عبد الله بن مسعودٍ أنه كان يشرب النبيذ الشديد، فقلت: يا أبا بكرٍ! ما هذا مما يحتج به، أهو الشديد من الخل أو من غيره؟ فقال: اسكت يا صبي! فقلت: يا شيخ! إبليس أقدم منك. يقول أبو إسحاق عن بعض مشايخه، وهذا مما لا يحتج به؛ وأبو إسحاق إذا سمى مشايخه كان فيه نظرٌ، ولكنني حدثني محمد بن عمروٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: «كل مسكرٍ خمرٌ، وكل مسكرٍ حرامٌ» .
٨٧- وشخص الكسائي مع الرشيد إلى الري، فمات هناك سنة تسعٍ وثمانين ومئة هو ومحمد بن الحسن الفقيه. واشتد بكاء محمد بن الحسن عند موته فقيل له: إنك على خيرٍ من العلم والدين؛ فقال: أخاف أن يسألني ربي عن خروجي إلى الري، هل كان في جهادٍ أو في مرضاة الله؟ فلا تكون لي حجةٌ.
٨٨- وقد كان الأصمعي متصلًا بالرشيد، وكان يقدمه ويتكلم في مجلسه. قال الأصمعي: ناظرت أبا يوسف عند الرشيد، فلم يفرق بين
1 / 58