٦٢- قال أبو جعفرٍ: وقد سئل بعضهم: لم حذفت الألف من الرحمن؟ فلم يدر.
٦٣- وقال بعض رؤسائهم: حذفت لكثرة الاستعمال. وهذا عجيبٌ من الجواب، لأنه لا يقع إلا لله ﷿، فما معنى كثرة الاستعمال؟
٦٤- وقال آخر: حذفت فرقًا بينها وبين الألف الثانية.
٦٥- وحتى زعم بعضهم أنه يكتب ثلاث سجلاتٍ بغير هاءٍ لتأنيث الجمع. وهذا بطلان العدد، لأن بابه أن ينظر إلى الواحد لا إلى الجمع، والصواب في هذا ما قاله الأخفش سعيدٌ قال: تقول: ثلاثة حماماتٍ لأن الواحد حمامٌ مذكرٌ.
٦٦- وقد قال قائل هذا في عمن: إنها تكتب موصولةً للإدغام. ولو جاز هذا لكتبت الرحمن براءين ومن في: عن من بمعنى الذي، والكتاب على الانفصال.
٦٧- وقد ذكرنا أشياء كثيرةً، منها أنه فرق بين الخلف والكذب، فزعم أنه من قال: أنا أفعل؛ ثم لم يفعل، أنه ليس بكاذبٍ؛ وهذا مخالفٌ على نص كتاب الله، قال الله ﷿: ﴿ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدًا أبدًا وإن قوتلتم لننصرنكم﴾ . فقال جل ثناؤه: ﴿والله يشهد إنهم لكاذبون﴾ فأكذبهم في المستقبل.
ونظيره قوله ﷿: ﴿ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من
1 / 45