120

Cumdat Kuttab

عمدة الكتاب

Investigator

بسام عبد الوهاب الجابي

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الأولى ١٤٢٥ هـ

Publication Year

٢٠٠٤ م

Publisher Location

الجفان والجابي للطباعة والنشر

باب ذكر الإملاء وحقيقة معناه عند العرب ٤٢١- يقال: أمليت الكتاب إملاءً وأمللت إملالًا، جاء القرآن بهما جميعًا، قال الله جل وعز: ﴿فليملل وليه بالعدل﴾ فهذا من أمل، وقال جل ثناؤه: ﴿فهي تملى عليه﴾ فهذا من أملى، فيجوز أن تكونا لغتين بمعنىً واحد، ويجوز أن يكون أصل أمليت أمللت، فاستثقلوا الجمع بين حرفين على لفظ واحد، فأبدلوا من أحدهما ياءً، كما يقال: تظينت. وسألت أبا إسحاق عن ذبيان، فقال: هو من ذب عنه يذب الأصل ذبان، فأبدلوا من إحدى الباءين ياءً؛ وهذا قولٌ حسنٌ، ما علمت أن أحدًا سبقه إليه، فإذا كانتا لغتين بمعنىً واحد، كان أصل أمليت من قولهم أمليت لفلان، وأملى الله له، أي: أطال له في العمر، ومنه: ﴿وأملي لهم إن كيدي متين﴾ فيكون معنى أمليت الكتاب على فلان: أطلت قراءتي عليه في الحروف حتى يفهمها ويكتبها، ومنه تمل حبيبك، وقال متمم بن نويرة: كهولٌ ومردٌ من بني مالك معًا ... وأيفاع صدق لو تمليتهم رضا ويكون هذا مشتقًا من الملي، والملي: القطعة من الدهر الطويلة، قال الله جل وعز: ﴿واهجرني مليًا﴾ ويقال: ملاوةٌ وملاوةٌ. والملوان: الليل والنهار، كما قال:

1 / 145