============================================================
ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا"(1).
ولهذا صرح أثمتنا - معاشر الشافعية - بأن النوم غير ناقض للوضوء في حق الأنبياء.
وأما خبر أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - نام هو وأصحابه في الوادي عن صلاة الصبح؛ فلم يوقظهم إلا حر الشمس،(2). فذلك لأن إدراك وقت الصلاة من وظائف البصر دون القلب. ولما أوهم كلام الناظم السابق أن الوحي إليه - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما كان في النوم دائما، أو غالبا، دفع ذلك بقوله: - (1) قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا" أنها دائمة اليقظة لا يعتريها غفلة ولا يتطرق إليها شائبة نوم لمنعه من إشراق الأنوار الإلهية الموجبة لفيض المطالب السنية عليها ولذا كانت رؤياهم وحيا ولم تنتقض طهارتهم بالنوم، ولا يشكل بنومه صلى الله عليه وآله وسلم في قصة الوادي حتى طلعت الشمس، لأن الله خرق عادته في نومه ليكون ذلك رخصة لأمته، والحديث رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن عطاء بن أبي رباح . وانظر: الجامع الصغير. للامام السيوطي - الحديث رقم: 2526 . ورمز لصحته.
(2) روى البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم بسندهما عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران ابن الحصين قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فسرينا ليلة. حتى إذا كان من آخر الليل، بيل الصبح، وقعنا تلك الوفعة التي لا وقعة عند المسافر أخلى منها.
فما أيقظنا إلآحرالشمس. وساق الخديث بنخو حديث سلم بن زرير. وزاد ونقص. وقال في الحديث : فلما استيقظ عمر بن الخطاب ورأى ما أصاب الناس. وكان أجوف) 4411
Page 303