282

============================================================

وفي رواية: فدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووضع رأسه في حجر أبي بكر ونام، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر فلم يتحرك مخافة أن ينتبه من نومه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: مالك يا أبا بكر؟ فقال: لدغت فداك أبي وأمي. فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فذهب عنه ما كان يجده. ومعنى فتبعه أبو بكر رضي الله عنه فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه، ومرة عن يمينه ومرة عن يساره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك؟!

قال: يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فاكون من خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك . فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآه أبو بكر رضي الله عنه آنها قد حفيت حمله على كاهله وجعل يشد به حتى أتى فم الغار فأنزله، ثم قال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيثا فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي، فخشي أبو بكر رضي الله عنه أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقمه قده، فجعلن يضرينه وتلسعه الأفاعي والحيات وجعلت دموعه تتحدر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته، أي طمأنينته لأبي بكر رضي الله عنه، فهذه ليلته.

انظر : دلائل النبوة للإمام البيهقي - الجزء الثاتي - ص 471 وما بعدها - باب خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع صاحبه أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - إلى الغار، وما ظهر في ذلك من الآثار.

(1) سورة البقرة - الآية 153.

400

Page 282