176

============================================================

واقتصر الناظم على معجزات الرسل، لأنها أساس كمالات أشرف الخلق.

من نوره صلى الله عليه وآله وسلم، أي كمالات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منحه الله بها.

اي: وصلت منه إليهم بطريق الاستمداد، وذلك لأن نوره صلى الله عليه وآله الاوسلم كان مخلوقا قبل آدم صلوات الله وسلامه عليه، بل قبل سائر المخلوقات من السماوات وما فيها، والأرض وماعليها، وغير ذلك، كما دلت عليه الأخبار الصحيحة، والنصوص الصريحة(1)، ثم انتقل إلى آدم وحواء، وهكذا إلى كل صلب طيب، ورحم طاهر، مصفى مهذبا، طاهرا، طيبا، إلى أن وصل إلى [سيدنا أعبد الله و[سيدتنا ] آمنه.

(1) ففي الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر). رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ قال: قلت : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، اخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء . قال : يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ال ولا قمر ولا جني ولا إنسي، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء؛ فخلق من الجزء الأول: القلم، ومن الثاني: اللوح، ومن الثالث: العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء؛ فخلق من الجزء الأول: حملة العرش، ومن الثاني: 449

Page 176