============================================================
قلت: وهذا إنما يكون إذا ثبت أن آدم لم يتكلم بها، بل كانت لغته السريانية خاصة، كما ذهب إليه البعض. وأما إذا ثبت أنه كان يتكلم بكل لسان؛ عربي ال وسرياني، وغيرهما، كما ذهب إليه البعض الآخر فلا؛ ويمكن التوفيق بأن آدم كان يتكلم بها لكنها قد اندرست بعده، وأول من تكلم بها بعد اندراسها لا مطلقا يعرب بن قحطان. وسميت العرب شعوبا لأنهم تشعبوا من ولد إسماعيل، وكل قبائل العرب ال من ولد إسماعيل إلا أربعا: السلف، والأوزاع، وثقيفا، وحضرموت: ومن عجم بفتح أوليه، والمراد بالعجم: ما عدا العرب من أي جنس كانوا، وقدم العرب على العجم لشرفهم عليهم، لأن أفضل الخلق سيدنا محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - يعرب بن قحطان، وقد روي غير ذلك. قلنا: الصحيح أن أول من تكلم باللغات كلها من البشر آدم عليه السلام، والقرآن يشهد له، قال الله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها) [البقرة: 31] واللغات كلها أسماء فهي داخلة تحته وبهذا جاءت السنة، قال صلى الله عليه وسلم: (وعلم آدم الأسماء كلها حتى القصعة والقصيعة). وما ذكروه يحتمل أن يكون المراد به أول من تكلم بالعربية من ولد إبراهيم عليه السلام إسماعيل عليه السلام. وكذلك ان صح ما سواه فإته يكون محمولا على أن المذكور أول من تكلم من قبيلته بالعربية بدليل ما ذكرنا، والله أعلم. وكذلك جبريل أول من تكلم بها من الملائكة وألقاها على لسان نوح بعد أن علمها الله آدم أو جبريل، على ماتقدم، والله أعلم. انظر: الجامع لأحكام القرآن، للامام القرطبي - الجزء الأول - تفسير قوله تعالى: ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أتبثوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين).
444
Page 111