168

* ومن سيرة العلماء المعاصرين ننتقي أنموذج العلامة القرآني "محمد الأمين الشنقيطي" -رحمه الله -، قال ابنه عبد الله: "حدثني أبي أنه كان يقرأ في البلاد زمان طلبه العلم في "مختصر خليل" في أول كتاب النكاح، حتى وصل إلى قول خليل: "في عشرة ندبه ولو ببيع سلطان لفلس"؛ قال لي: أقرأنيها شيخي بعد العصر، وكانت دراسته جردية، بحيث يقرأ كل ما قيل في الباب؛ قال: فأخذت شراح خليل وحواشيه على هذه المسألة، وجلست أراجعها حتى جاء الليل، ثم أوقدت النار أطالع في ضوئها إلى الصبح، ولم أنم، ولم أصل غير الفريضة، فوجدت أن للشراح في قول خليل قولين، ولو كنت أبحث في الكتاب والسنة لأتيت للأمة بالعجب".

ولي شغل بأبكار عذارى ... كان وجوهها ضوء الصباح

أبيت مفكرا فيها فتضحي ... لفهم الفدم (¬1) خافضة الجناح

قال الشيخ عطية سالم في روايته هذه القصة ما نصه:

Page 171