214

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Investigator

عبد الحكيم محمد الأنيس

Publisher

دار ابن الجوزي

سبقت له السعادة انتهى. وحاصله أنها خاصة بمن قدر الله تعالى أنه لا يؤمن١. ٥- قوله ز٢ تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر﴾ ٨. تقدم قول مجاهد إنها وتمام ثلاث عشرة آية نزلت في المنافقين انتهى. وقال أبو العالية والحسن البصري وقتادة والسدي نحوه٣. وقال الطبري٤: أجمعوا على أنها نزلت في قوم من أهل النفاق٥، وقال ابن إسحاق في روايته: هم المنافقون من الأوس والخزرج٦. قلت: وسرد ابن إسحاق أسماءهم في أوائل الهجرة من السيرة النبوية٧. ورجح أبو حيان٨ أنها نزلت في قوم معينين٩؛ لأن الله تعالى حكى عنهم أقوالا معينة

١ وإلى هذا القول مال ابن عطية "١/ ١٥٢" فقد حكاه أولًا ثم قال: "والقول الأول مما حكيناه هو المعتمد عليه، وكل من عين أحدًا فإنما مثل بمن كشف الغيب -بموته على الكفر- أنه في ضمن الآية ". ٢ سقطت "ز" من الأصل، وهي لازمة لأن هذا السبب مما أخل به الواحدي. ٣ لم أجد هذه الأسماء مجتمعة هكذا إلا في "تفسير ابن كثير" "١/ ٤٧" فالظاهر أن المؤلف نقل منه، وهو كما ترى لم يشر. ٤ في "١/ ٢٦٨". ٥ وتتمة القول فيه: "وإن هذه الصفة صفتهم". ٦ وتتمة الرواية عنده كما في الطبري "١/ ٢٦٩": ومَنْ كان على أمرهم. وانظر "سيرة ابن هشام" "١/ ٥٣١". ٧ انظر "سيرة ابن هشام" "١/ ٥١٩-٥٢٧" ولم أجده في "السير والمغازي" المطبوع. ٨ انظر "البحر" "١/ ٥٤". ٩ قال: "وهم عبد الله بن أبي بن سلول، وأصحابه، ومن وافقه من غير أصحابه ممن أظهر الإسلام وأبطن الكفر ... " وهو في هذا يرد على أبي البقاء إذا استضعف أن تكون "مَنْ" موصولة بمعنى الذي قال: لأن "الذي" يتناول قومًا بأعيانهم، والمعنى هنا على الإبهام.

1 / 232