بالتبصر في الدين، قال الله تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن تبعني﴾ (١) وقال تعالى: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ (٢) وقال عز وعلا: ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ (٣).
قال الجنيد (٤) (ض): الصراط المستقيم طريق محمد (ص)، وقال أيضا:
الطرق كلها مسدودة إلا على من اقتفى سنة الرسول (ص)، وقال أيضا:
علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء، ويأخذ أدبه عن المتأدبين أفسد من اتبعه.
وقال سهل بن عبد الله (٥) (ض): بنيت أصولنا على ستة أشياء:
كتاب الله، وسنة رسوله (ص)، وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب الآثام، والتوبة، وأداء الحقوق (٦) وقال أبو عثمان الحريري (٧) (ض) من أمر
_________
(١) يوسف ١٠٨.
(٢) النحل ١٢٥.
(٣) الأنعام ١٥٣.
(٤) هو أبو القاسم الجنيد بن محمد، سيد الطائفة وإمامهم، توفي ٢٩٧ الرسالة القشيرية ٢٨٧.
(٥) هو أبو محمد سهل بن عبد الله التستري أحد أئمة القوم، توفي ٢٨٣ هـ الرسالة القشيرية ٢٦٧.
(٦) قال الشاطبي في الاعتصام ٢/ ٣٤٩: إذ قال إمامهم سهل بن عبد الله التستري: مذهبنا مبني على ثلاثة أصول: الاقتداء بالنبي (ص)، في الأقوال والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع الأعمال.
(٧) في ت ١: الخير، وكله تحريف، والصواب: الحيري، وهو أبو عثمان سعيد بن إسماعيل النيسابوري الحيري، محدث، صوفي، ذكر الذهبي في فضله حكاية، قال: لما قتل احمد بن عبد الله الخجستاني - الذي استولى على البلاد - الحافظ الذهلي أخذ في الظلم والعسف، وأمر بحربة فركزت، وجمع الأعيان، وحلف إن لم يصبوا الدراهم حتى يغيب رأس الحربة، فقد أحلوا دماءهم، فكانو يقتسمون المغارم بينهم، فخص تاجر بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر إلا على ثلاثة آلاف، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيها الشيخ، قد حلف هذا كما بلغك، ووالله لا أهتدي إلا إلى هذه، قال: تأذن لي أن أفعل فيها ما ينفعك؟ قال: نعم، ففرقها أبو عثمان، وقال للتاجر: امكث عندي، وما زال أبو عثمان يتردد بين السكة والمسجد حتى أصبح، وأذن =
1 / 33