ثم قال الصادق عليه السلام: ان الله أبى الا ان يجعل ارزاق المتقين من حيث لا يحتسبون (1)، ولا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين.
وفيما أوحى الله إلى داود (ع): من انقطع إلى كفيته.
وعن أبي عبد الله (ع) في حديث مرفوع إلى النبي (ص) قال: جاء جبرئيل إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله ان الله أرسلني بهدية لم يعطها أحدا قبلك فقال رسول الله (ص): فقلت وما هي؟ قال: الصبر وأحسن منه قلت: وما هو؟ قال: القناعة وأحسن منها قلت: وما هو؟ قال: الرضا وأحسن منه قلت: وما هو؟ قال: الزهد وأحسن منه قلت: وما هو؟ قال: الاخلاص وأحسن منه قلت: وما هو؟ قال : اليقين وأحسن منه قلت:
وما هو؟ قال: ان مدرجة ذلك كله التوكل على الله قلت: يا جبرئيل وما تفسير التوكل على الله؟ قال: العلم بان المخلوق لا يضر ولا ينفع، ولا يعطى ولا يمنع، واستعمال الياس من المخلوق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله، ولم يزغ قلبه ولم يخف سوى الله، ولم يطمع إلى أحد سوى الله فهذا هو التوكل.
قال: قلت: يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال: يصبر في الضراء (2) كما يصبر في السراء، وفى الفاقة كما يصبر في الغنى، وفى الغنى كما يصبر في العافية ولا يشكو خالقه عند المخلوق بما يصيبه من البلاء قلت: فما تفسير القناعة؟ قال: يقنع بما يصيب من
Page 84