ونشطت حركة الجهاد والدعوة إليه من قبل العلماء وكانوا السابقين إليه وإلى المرابطة بالثغور الإسلامية التي هي عرضة للإِحتلال، لحمايتها.
ثانيًا- في فاس:
لا تختلف الحالة في فاس عنها في تلمسان إلا في أسماء العلماء، فقد انتشرت المدارس، وخصصت الكراسي لأشهر الكتب، فهذا كرسي للتفسير، وهذا آخر لفتح الباري، وهذا ثالث للمدونة. . إلخ وكل ذلك تبعًا لنصوص حبسية ورواتب جارية (١)، فاشتهر ثلة من العلماء، منهم أبو عبد الله محمد الفشتالي (٢)، والقاضي ابن رضوان (٣)، المتوفى سنة ٧٨٣ هـ، والقاضي المكناسي (٤)، والونشريسي، وزروق، وابن غازي (٥) وأبو عبد الله بن يجيش التازي (٦)، الذي عرف بحبه للجهاد في سبيل الله والحث عليه وتحريض السلطان على ذلك (٧)، والزقاق (٨)، وعبد الواحد الونشريسي (٩) وغيرهم.
وفي هذا العصر ظهر بعض أئمة التصوف كما ظهر بعض الأدعياء، فتصدى لهم علماء عاملون (١٠). ومن الناحية المعمارية نجد أنه في عهد الدولة المرينية والوطاسية رممت الأسوار، وجلبت المياه، وأقيمت الساعات للتوقيت حتى في الأماكن العامة. وأقيمت كذلك الأبراج، وأنيرت المساجد بالثريات، وكثر نسخ الكتب وتحبيسها على القرويين حتى من قبل السلاطين، وبذلك نشأت المكتبات ليستعين بها الطلبة والأساتذة (١١).
_________
(١) انظر تفصيل ذلك في بحث الدكتور التازي جامع القرويين ٢/ ٣٦٤ - ٤٠٣.
(٢) انظر فهرس المنجور ص ٥٧، ٥٨.
(٣) انظر ألف سنة من الوفيات ص ١٥٥ وجذوة الاقتباس ٢/ ٤٣٥ وما بعدها.
(٤) انظر الفكر السامي جـ ٢/ ٢٦٥ ترجمة رقم ٦٥١.
(٥) انظر جذوة الاقتباس: ١/ ٣٢٠.
(٦) انظر دوحة الناشر ص ٦٦ - ٧١.
(٧) انظر الاستقصاء ٤/ ١١٢، ١١٣.
(٨) انظر دوحة الناشر: ص ٥٥.
(٩) انظر فهرس المنجور ٥٢، ٥٣.
(١٠) انظر الاستقصاء ١٦٣، ١٦٤.
(١١) جامع القرويين ٢/ ٣٢٢ - ٣٣٢.
1 / 21