مقدمه
(٦٢) ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثًا ويدخلهما في الغسل
(٦٣) ويخلل أصابعهما
(٦٤) ثم يرفع نظره إلى السماء فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
(٦٥) والواجب من ذلك النية
ــ
[العُدَّة شرح العُمْدة]
عبد الله بن زيد في صفة وضوء النبي ﷺ قال: «فمسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان، الذي بدأ منه» متفق عليه، والباء في قوله: ﴿بِرُءُوسِكُمْ﴾ [المائدة: ٦] للإلصاق، فكأنه قال: وامسحوا رءوسكم كقوله: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ [المائدة: ٦] قال ابن برهان: من زعم أن الباء للتبعيض فقد جاء أهل اللغة بما لا يعرفونه، وقوله: (مع الأذنين) أي أنهما من الرأس يمسحان معه، لقوله ﷺ: «والأذنان من الرأس» رواه أبو داود، وروت الربيع «أن النبي ﷺ مسح برأسه وصدغيه وأذنيه مسحة واحدة»، رواه الترمذي وصححه.
مسألة ٦٢: (ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثًا) لقوله سبحانه: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: ٦] «وتوضأ النبي ﷺ فغسل رجليه» متفق عليه، وفعله مفسر لمحمل الآية، ورأى رسول الله ﷺ أقوامًا يتوضئون وأعقابهم تلوح فقال: «ويل للأعقاب من النار» رواه مسلم.
مسألة ٦٣: (ويخلل أصابعهما) لقول النبي ﷺ للقيط بن صبرة: «أسبغ الوضوء وخلل الأصابع» وهو حديث صحيح رواه الترمذي.
مسألة ٦٤: (ثم يرفع نظره إلى السماء) إذا فرغ من وضوئه ثم يقول ما روى عمر عن النبي ﷺ أنه قال: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله فتح الله له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» رواه مسلم.
مسألة ٦٥: (والواجب من ذلك النية) وهي شرط لطهارة الأحداث كلها لما روي عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات
1 / 32