وقال الشافعيُّ: يدخل هذا الحديث في سبعين بابًا من الفقه (١).
وليس معنى كلام الشَّافعيِّ ﵀ انحصاره في السَّبعين، وإنما مراده المبالغةَ في الكثرة، والله أعلم.
أما راويه فهو: أبو حفصٍ عمرُ بنُ الخطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ رِياح -بكسر الرَّاء ثم الياء المثنَّاة من تحت- بنِ عبدِ اللهِ بنِ قرطِ بنِ رَزَاحِ -بفتح الرَّاء ثَمَّ الزَّاي- بنِ عديِّ بنِ كعبٍ، القرشيُّ العدويُّ؛ يجتمع مع رسول الله ﷺ في كعب بن لؤي -بالهمز وتركه-.
أسلم قديمًا، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وهو أول من سُمِّيَ أميرَ المؤمنين عمومًا، وسُمِّيَ قبلَه به خصوصًا عبدُ الله بنُ جحشٍ على سريَّةٍ في اثني عشرَ رجلًا.
وهو أول من مصَّرَ الأمصار، وفتح الفتوح، وهو أحدُ العشرةِ المشهودِ لهم بالجنَّة، وثاني الخلفاء، وسُمِّيَ الفاروقَ لفرقانِه بين الحقِّ والباطل بإسلامه وظهورِ ذلك.
وكان من محدَّثي هذه الأمَّة، ونزل القرآن بموافقتِه في ستَّة أشياء.
ومناقبهُ أكثرُ مِنْ أنْ تُحْصَر، وأشهرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ، يحتمل ذكرها مجلدات.
روي له عن رسول الله ﷺ خمس مئة حديث، وتسعة وثلاثون حديثًا، اتفق البُخاريّ ومسلم منها على ستة وعشرين حديثًا، وانفرد البُخاريّ بأربعة وثلاثين حديثًا، ومسلم بأحد وعشرين حديثًا.
وولِّيَ الخلافة عشرَ سنين وخمسةَ أشهر، وقيل: ستة، وقُتل يوم الأربعاء لأربعٍ بقين من ذي الحجة، وقيل: لثلاث، سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين على الأصحِّ، ودفن مع رسول الله ﷺ في بيت عائشة ﵂، وصلَّى عليه صُهيبُ بنُ سنان الروميُّ ﵁ (٢).
_________
(١) رواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١٨٨٨).
(٢) انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٢٦٥)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١١٤٤)، =
1 / 42