65

Cudda Fi Icrab Cumda

العدة في إعراب العمدة

Investigator

مكتب الهدي لتحقيق التراث (أبو عبد الرحمن عادل بن سعد)

Publisher

دار الإمام البخاري

Edition Number

الأولى

Publication Year

(بدون تاريخ)

Publisher Location

الدوحة

Genres

كسَائر الأسماء. وللشيخ (١) أثير الدّين (٢) بحْثٌ دقيق في قوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [البقرة: ٣٦] اشتَمَل على فوائد من أحْكَام المصدر وما يتعلّق به. (٣) فقال: "مستقر" مبتدأ، و"لكم" الخبر، وهو مُصحّح لجواز الابتداء بالنكرة، و"في الأرض" متعلّق بالعَامل في الخبر، ولا يتعلق بـ "مستقر" سواء أريد به مكان الاستقرار أو المصدر، أي: "ولكم في الأرض استقرار"؛ لأن اسم المكان لا يعمل، والاسم الموصول لا يتقدّم معموله عليه. ولا يجوز أن يكون "في الأرض" خبر، و"لكم" [متعلّق] (٤) بـ"مُستقر"؛ لما تقَدّم، ولا في موضع الحال من "مُستقر"؛ لأنّ العَامل إذ ذاك فيها يكون الخبر، وهو عامِل معنوي، والحال متقَدّمة على جُزأي الإسناد، ونظيره: "قائمًا زيد في الدار" و"قائمًا في الدار زيد"، وذلك لا يجوز بإجماع. وقوله: "ومتاعًا إلى حين": حرف الجر يجوز أن يتعلق بصفة لـ"متاع"؛ فيتعلق بمحذُوف، أي: "كائن إلى حين". ويجوز أن يتعلّق بـ"متاع"؛ لأنّه في معنى "تمتع" و"استمتاع"، ويكون من باب الإعمال؛ لطلب "مستقر" له، ومتى أعمل فيه الثاني -وهو "متاع"- لم يحتج إلى إضمار في الأول؛ لأنه فضلة؛ فالأولى حذفه، ولا يكون معمولًا للأوّل؛ لأنه لا يحذف ضميره من الثاني على الأفصح.

= عقيل (٣/ ٩٧)، وحاشية الصبان (٢/ ٤٢٧). (١) كتب بهامش الأصل قبلها: "فوائد". (٢) يعني: أبو حيّان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي (المتوفى: ٧٤٥ هـ)، صاحب "البحر المحيط في التفسير". انظر: فوات الوفيات (٤/ ٧١)، والوا في بالوفيات (٥/ ١٧٥). (٣) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٦٥، ٢٦٦). (٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

1 / 68