113

Cudad Qawiyya

العدد القوية لدفع المخاوف اليومية

فقال له إن كان كما وصفت فهو في حصن الله وفي ذلك يقول أبو طالب

إن ابن آمنة النبي محمدا

عندي بمثل منازل الأولاد

لما تعلق بالزمام رحمته

والعيس قد قلص بالأزواد

فارفض من عيني دمع ذارف

مثل الجمان مفرد الأفراد

راعيت فيه قرابة موصولة

وحفظت فيه وصية الأجداد

وأمرته بالسير بين عمومة

بيض الوجوه مصالت الأنجاد

حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا

لاقوا على شرف [شرك من المرصاد

حبرا فأخبرهم حديثا صادقا

عنه ورد معاشر الحساد

. عن آمنة بنت أبي سعيد السهمي قالت امتنع أبو طالب من إتيان اللات والعزى بعد رجوعه من الشام في المرة الأولى حتى وقع بينه وبين قريش كلام كثير. فقال لهم أبو طالب إنه لا يمكنني أن أفارق هذا الغلام ولا مخالفته وإنه يأبى أن يصير إليهما ولا يقدر أن يسمع بذكرهما ويكره أن آتيهما أنا قالوا فلا تدعه وأدبه حتى يفعل ويعتاد عبادتهما. فقال أبو طالب هيهات ما أظنكم تجدونه ولا ترونه يفعل هذا أبدا قالوا ولم ذاك قال لأني سمعت بالشام جميع الرهبان يقولون هلاك الأصنام على يد هذا الغلام قالوا فهل رأيت يا أبا طالب منه شيئا غير هذا الذي تحكيه عن الرهبان فإنه غير كائن أبدا أو نهلك جميعا. قال نعم نزلنا تحت شجرة يابسة فاخضرت وأثمرت فلما ارتحلنا وسرنا

Page 131