111
والدَّهْس والدَّهَاس - مثال نَبْت ونَبَات -: المكان السهل اللَّيِّن لا يَبْلُغُ أن يكون رَمْلًا وليس هو بِتُراب ولا طين. ومنه حديث النبي ﷺ أنَّه أقبَلَ من الحُدَيْبِيّة فنَزَلَ دَهاسًا من الأرضِ فقال: مَنْ يَكْلَؤها اللَّيلة؟ فقال بلال: أنا، ثم إنَّهم ناموا حتى طَلَعَتِ الشمس، فاستَيقَظَ ناسٌ فقالوا اهضِبوا. قال النابغة الجعدي ﵁: إذا ما الضَّجيجُ ثَنى جِيْدَها ... تَدَاعَتْ فكانت عليه لِباسا تَمِيلُ كَمَيْلِ نَقى رَمْلَةٍ ... كَسَتْهُ العَوَاصِفُ تُرْبًا دَهَاسا وقال العجّاج يَصِفُ فَرَسًا: عافي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوَاثِمُ ... وفي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُتائمُ تَرْفَضُّ عن أرْساعِهِ الجَراثِمُ يقال: رَمْلٌ أدْهَس بَيِّن الدَّهَسِ والدُّهْسَة، قال العجّاج: ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسا ... رَوابِعًا وبَعْدَ رِبْعٍ خُمَّسا وإن تَوَنّى رَكْضُهُ أو عَرَّسا ... أمسى من القابِلَتَيْنِ سُدَّسا مُوَاصِلٍ قُفّا ورَمْلًا أدْهَسا ورجُلٌ دَهَاس الخُلُق: أي سهل الخُلُقِ دَمِيْثُه. والدَّهَاسَة: سُهُولة الخُلُق، واشتقاقها من الدِّهَاسِ. ويقال: رِمالٌ دُهْسٌ، قال العجّاج: وكم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسٍ ... غُبْرِ الرِّعَانِ ورِمالٍ دُهْسِ وامرأةٌ دَهَاسٌ: عظيمة العَجيزَة. وقال ابن عبّاد: داهِيَةٌ دَهْسَاءُ؛ كما يقال شَعْرَاءُ. وعنزٌ دَهْسَاء: وهي مثل الصَّدْءاءِ إلاّ أنَّها أقل حُمْرَة منها، قال المُعَلّى بن حَمّال العَبْديُّ؛ وأنشَدَ ذلك أبو عُبَيْدَة في كتاب المَثالِب لحَمّاد بن سَلَمَة: وجاءت خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا ... يَصُورُ عُنُوقَها أحْوى زَنِيْمُ يُفَرِّقُ بَيْنَها صَدَعٌ رَبَاعٍ ... له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيْمُ ويُرْوى: يَصُوْعُ عُنُوْقَها. والدَّهُوْسُ: الأسَدُ. وقال ابن دريد: أدْهَسَ القوم: إذا سَلَكوا الدَّهْسَ. وقال ابن عبّاد: ادْهاسَّت الأرضُ: صارَت دَهْساء اللون. والتركيب يدل على لِيْنٍ في مَكانٍ. دهرس الدَّهَارِس: الدَّواهي، الواحدة: دَهْرَس. وأنشد الليث: وعَمِّيَ سَيّارٌ وسارَ بِنَصْرِهِ ... عَلِيٌ إلى صِفِّيْنَ يومَ الدَّهارِسِ وأشْبَعَ الكَسْرَةَ الشاعر فولَّدَ الياء؛ قال: حَنَّت إلى النَّخْلَةِ القُصْوى فَقُلْتُ لها: ... حِجْرٌ حَرامٌ ألا تِلْكَ الدَّهاريْسُ وناقةٌ ذاةُ دَهْرَسٍ: أي ذاةُ خِفَّةٍ ونَشَاطٍ، قال: ذاةُ أزابيَّ وذاةُ دَهْرَسِ دهمس ابنُ الفَرَجِ: أمْرٌ مُدَهْمَسٌ ومُدَغْمَسٌ ومُدَخْمَسٌ ومُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ: أي مستورٌ. وقال الفرّاء: الرَّهْمَسَة والدَّهْمَسَة: السِّرَارُ. وقال ابن عبّاد: الدَّهْمَسَة: المُسَاوَرَة والبَطْش. ديس أهلُ العراق يُسَمُّونَ الثَّدْيَ: الدَّيْسَ، وليس من كلام العَرَبَ. ودِيْسَان: من قُرى هَرَاة. ذفطس ابن الأعرابي: ذَفْطَسَ الرجلُ: إذا ضَيَّعَ مالَه. هكذا ذَكَرَهُ الأزهري بالذال المُعْجَمَة، وفي نُسَخِ نوادر ابن الأعرابي: بالدّال المهملة، وأنشد: قد نامَ عنها جابِرٌ وذَفْطَسا ... يشكو عُرْوقَ خُصْيَتَيهِ والنَّسَا كأنَّ رِيْحَ فَسْوِهِ إذا فَسا ... تَخْرُجُ من فيهِ إذا تَنَفَّسا ذرطس الأزهريّ: أذْرِيْطُوْسُ: دواء رُومي فأُعْرِبَ. قال: بارِكْ له في شُرْبِ أذْرِيْطُوْسا وجَعَلَه رؤبةُ طُوْسًا لحاجتِهِ في القافية، وسَيَجِيءُ ذِكْرُه - إن شاءَ الله تعالى - في تركيب ط وس. رأس الرَّأس: معروف. ورأس كل شيء: أعلاه، ويُجتَمَع في القِلَّة على أرْؤسٍ، قال العجّاج: وإن دَعَوْتَ من تميمٍ أرْؤسا ... والرَّأسَ من خُزَيْمَة العَرَنْدَسا وقيسَ عَيْلانَ ومَن تَقَيَّسا ... تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسَا أراد بالأرؤسِ الرُّؤساء. ويُجمَع في الكَثرة على رؤوس. وقال الأصمعي: يقال للقوم إذا كَثَروا وعَزُّوا: هُم رَأْسٌ، قال عمرو بن كُلْثوم:

1 / 111