75

Muʿtaqad ahl al-Sunna waʾl-jamāʿa fī tawḥīd al-asmāʾ waʾl-ṣifāt

معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات

Publisher

أضواء السلف،الرياض

Edition Number

الأولى ١٤١٩هـ/١٩٩٩م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل صفات سائر الذوات١.
فقد علم بالضرورة أن بين الخالق والمخلوق تباينًا في الذات، وهذا يستلزم أن يكون بينهما تباين في الصفات، لأن صفة كل موصوف تليق به كما هو ظاهر من صفات المخلوقين المتباينة في الذوات، فقوة البعير مثلًا غير قوة الذرة، فإذا ظهر التباين بين المخلوقات مع اشتراكهما في الإمكان والحدوث، فظهور التباين بينهما وبين الخالق أجلى وأقوى٢.
وبهذا نعلم أن الله لا مثل له، ولا تضرب له الأمثال، التي فيها مماثلة لخلقه، بل له المثل الأعلى.
٢- أن يقال: كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهًا في صفاته للمخلوق المربوب الناقص المفتقر إلى من يكمله، وهل اعتقاد ذلك إلا تنقص لحق الخالق، فإن تشبيه الكامل بالناقص يجعله ناقصًا٣.
٣- (إذا كان المخلوق منزهًا عن مماثلة المخلوق، مع الموافقة في الاسم، فالخالق أولى أن ينزه عن مماثلة المخلوق وإن حصلت موافقة في الاسم) ٤.
(فإن الله ﷾ أخبرنا عما في الجنة من المخلوقات، من أصناف المطاعم والمشارب والملابس والمناكح والمساكن، فأخبرنا أن فيها لبنًا وعسلًا وخمرًا وماءً ولحمًا وفاكهةً وحريرًا وذهبًا وفضةً وحورًا وقصورًا.
وقد قال ابن عباس ﵄: "ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء".

١ لرسالة التدمرية ص ٤٣
٢ القواعد المثلى ص ٢٦
٣ القواعد المثلى ص ٢٦
٤ الرسالة التدمرية ص ٥٠

1 / 88