Corrections in Understanding Some Verses
تصويبات في فهم بعض الآيات
Publisher
دار القلم
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
Publisher Location
دمشق
Genres
وأخرج الترمذي وابن ماجه عن أبي أمية الشَّعباني قال: أتيت أبا ثعلبة
الخشني ﵁ فقلت له: ما تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قال:
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، قال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيرًا. لقد سالتُ عنها رسول الله
ﷺ فقال: " بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوىً متبعًا، ودنيا مُؤثَرَة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العوام، فإن مِنْ ورائكم أيام الصبر، الصابر فيهن مثلُ القابض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا، يعملون مثل عملكم ".
وأخرج أحمد عن أبي عامر الأشعري أنه كان فيهم شيء، فاحتبس على رسول الله صلى الله وسلم، ثم أتاه .. فقال: ما حبسك؟ قال: يا رسول الله: قرأتُ هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، فقال له النبي ﷺ: " أين ذهبتم؟ إنما هي لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم ".
وأخرج ابن جرير وآخرون عن أبي العالية: قال: كانوا عند عبد الله بن مسعود، فوقع بين رجلين ما يكون بين الناس، حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه، فقال رجل من جلساء عبد الله: أَلا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر؟، فقال آخر إلى جانبه: عليك نفسك، فإن الله تعالى يقول: ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾، فسمعها ابن مسعود فقال: مَهْ! لم يجئ تأويل هذه الآية بعد. إن القرآن أُنزل حيث أُنزل، ومنه آيٌ يقع تأويلهن عند الساعة، ما ذُكر من أمر الساعة، ومنه آيٌ يقع تأويلهن عند الحساب، ما ذُكر من أمر الحساب والجنة والنار، فما دامت قلوبكم واحدة، وأهواؤكم واحدة، ولم تُلْبَسوا شيعًا، فلم يذق بعضكم بأس بعض، فمُروا وانهوا، فإذا اختلفت القلوب والأهواء،
1 / 79