Corrections in Understanding Some Verses

Salah Al-Khalidi d. 1443 AH
111

Corrections in Understanding Some Verses

تصويبات في فهم بعض الآيات

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Publisher Location

دمشق

Genres

﴿فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾ قال تعالى لموسى وأخيه هارون ﵉ عندما وجّههما إلى فرعون: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (٤٢) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾. كلَّفهما الله سبحانه الذهاب إلى فرعون، وزوَّدهما بالزاد الذي يمكِّنهما من أداء الواجب والقيام بالتكليف " ولا تَنِيَا في ذِكري "، أي لا تُقصرا في ذكري، ولا تفتُرا عنه -لأن الونى هو الفتور والتقصير- فذكْر الله العظيم الجبار يزيل أي خوف من فرعون الطاغية المتجبِّر. وأمرهما الله أن يقولا له: ﴿قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾. ويقف بعض المسلمين في هذا الزمان أمام هذا الأمر الإلهي، فلا يفهمونه حق فهمه، بل يحرفون معناه، ويجعلونه وثيقة إدانة ضد الدعاة الجريئين، والخطباء الصريحين، والعاملين الصادقين، الذين يجهرون بالحق أمام المسؤولين، فينصحون ويذكِّرون وينكرون. إنهم يتَّهمون هؤلاء بمخالفة هذا الأمر، وأنهم لا يقولون للمسؤولين قولًا لينًا، بل قولًا عنيفًا شديدًا قاسيًا منفرًا، ينفرهم من الطاعة بدل أن يقربهم منها.

1 / 114