Copernicus Darwin Freud
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Genres
2 .
يوهانز كبلر (1571-1630).
يعتقد البعض أن صياغة هذه القوانين تجعل كبلر الثوري الحقيقي في تاريخ علم الفلك (كوستلر 1964، الجزء الرابع). تذكر التمييز بين البنية «الطوبولوجية» و«الجبرية». يرفض كبلر كثيرا من النهج الإغريقي الذي ظل كوبرنيكوس ملتزما به؛ فالدوائر والأفلاك الوهمية (كبلر 1618-1621، الكتاب الرابع، الجزء الأول، 124)، والأهم من ذلك عقيدة الحركة الدائرية، رفضت كعناصر للبنية الطوبولوجية. يقدم كبلر من خلال قوانينه الثلاثة مساهمة كبيرة في تحسين البنية الجبرية للنموذج الشمسي المركز. علاوة على ذلك، يريد كبلر بناء علم فلك معتمد على المسببات الفيزيائية لحركة الكواكب. ويقدم مقترحا بأن حرارة الشمس وضوءها ربما يبقيان الكواكب في مداراتها الإهليجية الشكل (كبلر 1618-1619، الكتاب الرابع، الجزء الثاني). كان يقصد أن يعزو حركة الكواكب إلى قوى طبيعية، بدلا من وجود «قوى خارجية» هي التي «تحرك الكواكب»؛ فهو يعزو «الروح المحركة» إلى الشمس. أخفق مقترح كبلر على نحو لا يثير الدهشة. ظلت هناك حاجة إلى عدة خطوات أخرى قبل إكمال الثورة الكوبرنيكية. تطلب إكمالها أن يتشارك أنصار مركزية الشمس بعض القناعات الأساسية وليس جميعها.
جاليليو جاليلي (1564-1642).
هذه النقطة موضحة جيدا في أعمال جاليليو جاليلي. جاليليو عالم كوبرنيكي لا يكترث لإنجازات كبلر؛ فهو يتجاهل اكتشاف كبلر للمدار الإهليجي الشكل لجميع الكواكب ويعتنق فكرة الحركة الدائرية كحركة طبيعية لجميع الأجرام. مع ذلك، لا يمكن التشكيك في أهميته في العلم، ولذلك ثلاثة أسباب: (1)
دافع جاليليو عن النظرية الكوبرنيكية وقدم أدلة جديدة - من خلال استخدام التليسكوب - دحضت النظرية الأرسطية البطلمية، ومنحت المصداقية لفرضية مركزية الشمس. وكما ذكرنا بالفعل، بدأ جاليليو بفرضيات جديدة. والأكثر أهمية هو استخدامه للمشاهدات والوصف الرياضي للطبيعة، ذلك خلافا لأتباع المدرسة السكولاستية مثل عالم الرياضيات والفيلسوف في مسرحية بريشت. وقدمت كل مشاهدات جاليليو دلائل على أن السماوات ليست ثابتة. (أ)
تقدم أقمار كوكب المشتري - التي كان يود أن يراها ضيفاه من خلال التليسكوب بدلا من المناقشة العلمية - نموذجا مصغرا مرئيا للنظام الشمسي الكوبرنيكي؛ فالأقمار تدور حول كوكب المشتري كمركز لها. فلو كان المشتري محمولا على فلك بلوري، لاصطدمت الأقمار به وحطمته. وعلى النقيض من رأي الفيلسوف، ثمة أجرام سماوية «تدور حول مراكز أخرى غير الأرض». (ب)
تظهر دراسة تضاريس القمر التشابه بين الأرض والقمر. وهذا يلقي بظلال من الشك على الأساس المنطقي للكون ذي الفلكين. (ج)
يتعارض رصد البقع الشمسية - على غرار سطح القمر - مع الكمال المفترض للمنطقة السماوية في الكون. (د)
تقدم أطوار كوكب الزهرة معلومات مباشرة عن شكل مداره. فبما أن الزهرة يقع داخل مدار الأرض، فإن الراصدين الأرضيين يرونه مضيئا في اتجاهات مختلفة. وهذا يقدم دليلا مباشرا على الأقل على أن كوكب الزهرة يدور حول الشمس (كوستلر 1964، 431-435؛ كون 1957، 222-224؛ كوبرنيكوس 1543، مقدمة؛ ديويت 2004، 156-164). (ه)
Unknown page