159

Al-madhāhib al-fikriyya al-muʿāṣira wa-dawruha fī al-mujtamaʿāt wa-mawqif al-muslim minhā

المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها

Publisher

المكتبة العصرية الذهبية

Edition

الأولى ١٤٢٧هـ

Publication Year

٢٠٠٦م

Publisher Location

جدة

Genres

ذلك أن الإصلاح للنفوس وتهذيبها إن لم ينبع من عقيدة راسخة تؤمن بالله تعالى وثوابه وعقابه وتصديق رسله، فإنها لا يمكن أن تؤلّف بين القلوب، كما قال تعالى: ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ ١، فالعقيدة الصحيحة هي التي تؤلف بين القلوب، وأما الدعوات الجاهلية فهي فاقدة لدعائم وأسس المحبة، وفاقد الشيء لا يعطيه، وبهذا صارت وعود الإنسانية والسعادة التي تنادي بها لا يمكن أن تكون واقعًا ملموسًا يعيشه الناس، بل إنهم يعيشون في ظل الأنظمة المادية اليوم بما تحمله من إغراءات لا حدَّ لها، تعيش أتعس حال وأمرَّه، ورابطة الإنسانية أوهى الروابط مثلًا، مثل: رابطة الحيوانية التي تتعايش بها البهائم التي لا تعير الأنظمة والأخلاق أدنى اهتمام عند تحقيق رغباتها، وإذا أبي الناس إلّا التمسك بالإنسانية هذه، فإن الراعي لهم سيكون هم اليهود الحاقدون على البشر وحضاراتهم.

١ سورة الأنفال، الآية: ٦٣.

2 / 845