- وأما تدوين الحديث النبوي، فإن التردد كان أكثر، وكان لا يدون خوفًا من أن يختلط بالقرآن، وقد أمر أبو بكر الناس ألا يحدثوا عن الرسول ﷺ، وسار عمر على نهجه. ولم ينشط تدوين الأحاديث إلا في منتصف القرن الثاني الهجري/ (٨ م).
- وعلى ذلك فإن تردد المسلمين على تدوين غير ذلك من العلوم كان أكثر. ومن هنا وجب علينا الحذر في تلقي الأخبار التي دوَّنها المؤرخون، فإن الأحداث الأولى لم تصل للمؤرخين مدونة، وإنما وصلتهم من الرواة.
وبدأ تدوين التاريخ الإسلامي في القرن الثالث الهجري/ (٩ م)، وكان من باكوراتها: سيرة ابن هشام (٢١٣ هـ - ٨٢٨ م).
ومن أهم الكتب القديمة التي تطرقت إلى التاريخ الإسلامي: تاريخ الطبري (٣١٠ هـ - ٩٢٢ م)، والكامل في التاريخ لابن الأثير (٦٣٠ هـ - ١٢٣٢ م) والبداية والنهاية لابن كثير (٧٧٤ هـ - ١٣٧٢ م) وغيرها.
وأما حديثًا فالكتابة عن التاريخ الإسلامي العام قليلة جدًا، وأبرز من برع في هذا الميدان الدكتور أحمد شلبي (موسوعة التاريخ الإسلامي)، ومحمود شاكر (التاريخ الإسلامي).